عدد الابيات : 28

طباعة

لَا تَعذلِينِي فَإنَّ الشَّوْقَ قَدْ جَارَا

        وَأَنْتِ مَسْجُونَةٌ بِالقُدْسِ يَا "يَارَا"

البَحْرُ فَرَّقَنَا مَا طِقْتُ فِعْلَتَهُ

      وَلَسْتُ مَعْشُوقَتِي، فِي الشَّوْقِ بَحَّارَا

صَبِرْتُ لَكِنَّنِي مَا عُدْتُ مُقْتَدِرًا

     القَلْبُ صِنْوَ فُتَاتِ الصَّخْرِ قَدْ صَارَا

وَالجُنْدُ لَمْ يَرْحَمُوا الأَطْلَالَ بَعْدَ هَوًى

      يَا لَيْتَنِي طَائِرٌ مِنْ فَوْقِهَا طَارَا

قولي لـ (خربة) أنَّ الصَّدْرَ مُلْتَهِبٌ

      لِلـ (كَفْرِ) وَ (البِئْرِ) قُولِي : لَسْتُ نَكَّارَا

للـ (غابسِيَّةِ) قُولِي: نَارُهُ التَهَبَتْ

      وَ بـ ( الجَمَامَةِ) صَارَ القَلْبُ عَطَّارَا

قُولِي لِكُلِّ فَلَسْطِينِي بِلَا خَجَلٍ

     أَنِّي أُحِبُّكِ رَغْمَ البُعْدِ يَا "يَارَا"

وَأعْشَقُ "القُدْسَ" لَكِنْ لَسْتُ أَعْشَقُ مَنْ

     كَالظِّلِّ مُسْتَتِرًا فِي لَيْلِهَا سَارَا

قُولِي لِمَسْجِدِنَا "الأَقْصَى" بِهِ عِلَلٌ

      لَكِنَّهُ قَدْ غَدَا فِي الشِّعْرِ ثَرْثَارَا

قُولِي لِقُبَّتِهِ الصَّفْرَاءَ: مِنْ ألَمٍ

      قَدْ هَدَّهُ شَوْقُهَ مَا طَاقَ أَسْرَارَا

قُولِي لِبَاحَتِهِ : دَمْعٌ بِمُقْلَتِهِ

      قُولِي: لَقَدْ فَاقَتِ العَبْرَاتُ أَمْطَارَا

قُولِي لِغَزَّةَ: لَمْ يَأْكُلْ مُذِ انْفَجَرَتْ

     وَمُذْ "رَزَانُ" غَدَتْ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَا

قُولِي لِمَنْ صَوْتُهُمْ خَلْفَ الجِدَارِ علَا

      لَسْتُ الَّذِي يَرْتَضِي ذُلًّا وَلَا عَارَا

تَبَّتْ أَيَادِيكُمُ ذَا التَّلُّ يَلْعَنُكُمْ

     لَمْ تَتْرُكُوا وَالِدًا، خِلًّا وَلَا جَارَا

لمْ تَرْحَمُوا مَسْجِدًا حِينَ الصَّلَاةِ وَلَا

      كَنِيسَةً جُعِلَتْ أَجْرَاسُهَا نَارَا"

قُولِي لَهُمْ: لَنْ تَنَالُوا مِنْ يَمينِ يَدِي

      إلَّا مُعَانَدَةً، نَارًا وَ أَحْجَارَا"

مُدِّي ذِرَاعَيْكِ أَبْدُ اليَوْمَ قَبْلَ غَدٍ

     وَلْنَنْفَجِرْ بِوُجُوهِ الغُرْبِ إعْصَارَا

ضَعِي يَدًا فِي يَدِي بِالقُدْسِ فَاتِنَتِي

     وَقَبِّلِينِي وَلَوْ شَمْعُونُهُمْ غَارَا

دَعِي هِلَالِي يُرِي (الصُّهيُونَ)قِبْلَتَهُمْ

     كَذَا صَلِيبُكِ لَنْ يَرْضَاهُ يَا يَارَا

فَهَذِهِ الأَرْضُ مِنَّا لَنْ تَكُونَ لَهُمْ

     حَتَّى وَلَوْ غَرَزُوا فِي القَلْبِ مِسْمَارَا

لَا تَذْرِفِي دَمْعَةً فَالدَّمْعُ يُسْعِدُهُمْ

     إيَّاكِ أَنْ تَدْفِنِي بِالقُدْسِ أَشْعَارَا

إيَّاكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا قِيلَ مُذْ دَخَلُوا

     لَسْنَا عِدًا وَهُمُ مَنْ أَطْلَقُوا النَّارَا

إيَّاكِ أَنْ تَجْعَلِي (دَرْوِيشَ) يَذْرِفُ دَمْـ

     ـعًا مُغْرِقًا قَبْرَهُ حُزْنًا وَإيثَارَا

لَا تُحْزِنِي فِي الهَوَى "ناجِي" و"حنظَلَةً"

      لَا تُحرِقِي بِأَرَاضِي القُدْسِ أَشْجَارَا

سَيَرْحَمُ اللَّهُ طِفْلًا وَجْهُهُ نَظِرٌ

      مِنْ خَلْفِ وَالِدِهِ أَرْدَوْهُ فُجَّارَا

تُذِلُّ زَيْتُونَةٌ جَيْشًا بِأَكْمَلِهِ

      حَتَّى وَلَوْ جَعَلُوا الخِنْزِيرَ جَبَّارَا

سَنَلْتَقِي بَعْدَ ذَا وَ "القُدْسُ" تَحْضُنُنَا

      لِتُنْجِبِي مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ أَحْرَارَا

وَتَسْمَعِي الشِّعْرَ مِنِي كَيْ نَضِيعَ سُدَى

      فِي الحُبِّ لَكِنَّنَا نَزْدَادُ إقْرَارَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فريد مرازقة الجزائري

فريد مرازقة الجزائري

63

قصيدة

الشاعر فريد مرازقة الجزائري شاعر عمود بالعربية الفصحى.

المزيد عن فريد مرازقة الجزائري

أضف شرح او معلومة