من غير ميعادٍ على إحدى المناضِدْ
كانَ اللقا، وتواتُرُ الأحوال للناجين واردْ
كُنّا كبعض العائدين من الحُروبِ
أوِ الذين تخطّفتهُم في الدّروبِ
بواشقٌ..
كنّا كباقيةِ المصائدْ
في ذلك الرُّكن القَصيّ؛
إذ انتحَت آمالُنا
والصَّمتُ في الأرجاء سائدْ
وعُلالةُ الشَّغف القديمِ تراقصَت ما بينَنا،
وخيالُها يُلقي الظّلالَ على الجدارِ
تجاذبَت أطرافَه مِزقُ الجرائدْ
تَروي لنا النّكباتِ والوكساتِ والنكساتِ
من بين العناوين التي مِن غير عائدْ
في ذلك الرّكن الكئيبِ كصمتنا
وكحيرةٍ تَندى بمُوقٍ ساهدٍ
وكشوقنا اللا يَنتهي..
والشّوقُ ما يَفتَا يُعاودْ!
قُلنا الكثير، ولم نقُلْ..
ما بين زَمْزَمة الشِّفاهِ وبسطها،
أو بين سَيل السَّرْد في أحداقنا،
تُبدي على استحيائها..
ما عافَرَتهُ إلى الكُهولة من شدائدْ
كان اللقا،
والهامشُ المَبْثوث في أطرافهِ..
صوتُ السُّعاةِ،
وصوتُ مِلعقةٍ تُراقِص من صفاء الشايِ لوناً رائقاً،
وخيالَ أبخرةٍ من الأكواب صاعدْ
ونديمُنا في الصّمتِ..
جُرحٌ فاغر، يمتدُّ من أرض الشَّآم إلى الخليلِ
إلى السَّوادِ، لحيثُ مُشتجرُ النّخيلِ
ولا نخيلَ، سوى جُذُوعٍ هامداتٍ..
بين أودية الرّوافدْ!
وينِزُّ في اليمن «السّعيدِ»
ووصفهُ يَبدو من الأضدادِ في نَكَباتِهِ،
والهمُّ واحدْ
لا تُنكري وجهاً تُغضِّنه اصطباراتُ الحنينِ
على مَدار العُمرِ
تصطرعُ الليالي فوقَ جبهتِهِ الحزينةِ
وهْو بالأوهام واجدْ
لا تُنكريني، إنّني ذاك العراقيُّ الذي..
رغم اشتجار العاديات على المفارقِ
رغم هاوية المطارق والمحارقِ؛
لم أُلاقِ الموتَ لابِدْ!
ولتعلمي أنّي عميدُ الحُبّ والحربِ الذي..
ما عاشَ، ينبض قلبُهُ:
إن مسَّ خَدّاً ناعماً من زهرةٍ،
أو صالَ في لَهَواتها،
فالقلب في الحالين صامدْ!
وسنلتقي في الحينِ،
عند تُخُومها، عند «البُراقِ»
وصخرةٍ تطفو على الأشواقِ،
ما بين السّما والأرضِ..
في أصلٍ تزاحم حولهُ
سبعُونَ شاهدْ!
وسَتَفتحُ الأبوابَ كفٌّ برَّةٌ،
وأكونُ عند الوعدِ ساعدْ!
الاسم الأدبيّ: بقيّة كِندة
محلّ وتاريخ الولادة: بغداد - العراق 1971م
الدرجة العلميّة: دكتوراه فلسفة في الهندسة الإنشائيّة
المهنة: ضابط سابق في الجيش العراقيّ وأكاديميّ ومهندس استشاريّ ومدي