تُسائلني: عَميقٌ حُزنُكَ المَشحون في المُقَلِ؟!
يكادُ يصيحُ من صَبرٍ ومن شَوقٍ ومن وَجَلِ
يكادُ يُلامسُ الأحداقَ من رائيكَ، في خَجَلِ
ويَحكي من جميلِ الشِّعرِ ما يَربُو على زُحَلِ
عميقٌ حُزنُكَ المُضنَى، يقولُ لنفسِكَ: احْتَمِلِي!
يقولُ: تشوَّقي جَلَداً، وإن عانيتِ من جَلَلِ
وإن قاسيتِ في الأيامِ أوهاماً من الأمَلِ
فهاتِ! وأجّل الصمتَ الذي يُدنيكَ للأجَلِ
فقلتُ: حنانَكِ اتَّئدي، فقد قاربتِ في العَذَلِ
لِحُزني ألفُ تالِدةٍ وطارفةٍ كما الشُّعَلِ
وَرِثتُ حسيسَها حُرَقاً أنارَ لهيبُها قَذَلِي
بِسُومرَ قِصّتي الأولى، لعسفِ مُلوكِها الأُوَلِ
غرستُ بشطِّها أملي؛ فأزهرَ شائكَ العُقَلِ
أنا المذبوحُ في طَفِّ الفُراتِ، وذابِحِي أمَلِي
بأن يَرتجَّ عَرشُ الظالمِ المزهوِّ بالأمَلِ
أنا السِّبطُ الذي خاضَت خيولُ القومِ في عِلَلي
أنا من هاشمٍ، تُسبى عقيلتُهُ على الهُزُلِ
أنا كربُالبَلا وَسْمي، وأرواحٌ زَكَتْ.. طَلَلي!
أنا بغدادُ يُسلِمُها حَليفُ الوَهْنِ والخَطَلِ
فيُعْمِلُ في خواصِرها حَقودٌ من شَبا الأسَلِ
يُخرِّبُ شاهقاً أعلَتْهُ من عِلمٍ ومن عَمَلِ
أنا القدسُ التي بيعتْ لشرِّ الخَلْقِ والنَّذِلِ
أنا أُمَّتكم ضاعَت بضَعفِ الرأي والجَدَلِ
وهذا سِرُّ ما لحظَتْ عُيون الشّادنِ الغَزِلِ
أنا المَغمُور في حزني، وهذا البحرُ في مُقَلِي!
الاسم الأدبيّ: بقيّة كِندة
محلّ وتاريخ الولادة: بغداد - العراق 1971م
الدرجة العلميّة: دكتوراه فلسفة في الهندسة الإنشائيّة
المهنة: ضابط سابق في الجيش العراقيّ وأكاديميّ ومهندس استشاريّ ومدي