عدد الابيات : 20

طباعة

هَبْنيْ قَليلَكَ كَيْ أُضْفي على بَدَدي

وبعضَ خُلدِكَ كَيْ يَسمو بهِ أبَدي

فأنتَ آخِرُ ما الغَيماتُ تقرأُهُ

على الصحارى لِيَطفو العشبُ كالزَّرَدِ

أنتَ الربيعُ، الطيورُ، البحرُ.. شاطِئُهُ

أولى الأغاني التي هبَّت على خَلَدي

ليلُ الصداقاتِ، أحلامُ الطفولَةِ

ما تروي الحقولُ لذاكَ الطائرِ الغَرِدِ

وما تُهدهِدهُ الجَدّاتُ مِن قِصصٍ

وما الأزقةُ تحكيهِ لِمُنفَرِدِ..

يا أيها الكونُ في شخصٍ ملامِحهُ

أما تُغنّي لهذا العاشقِ الوَلَدِ؟

أما تُغنّي لهذا الطفل أُغنِيَةً

وأنت مَن بالأغاني جِدُّ مُحتَشِدِ..!؟

هَبني من الفن كُنْهَ الفنّ يا أبتي

حتى يُرى كائناً يمشي على جسَدي

ماذا عليكَ حبيبي لو تكونُ بخيرٍ

دائماً سالِماً.. في عيشَةٍ رغَدِ

ماذا عليكَ حبيبي لو تكونُ كثيراً

لستَ تُحصى.. ولا تفنى.. بِلا عَددِ..

ماذا على الشارع الخلفيِّ لو جمحت

أنوارُهُ فأرتنيكم على بُعُدِ..!!؟؟

 ياما تسوَّلتُ حُباً أستعينُ بهِ

فما استطعتُ هوىً والقلبُ لم يَعُدِ

سِتٌ وعشرون مرَّت بَعدُ، هل ذهبت

جَميعها وأنا ما زلتُ صِفرَ يَدِ..!؟

أنا المُسيقِيُّ، شَرعي اللحنُ، مُعتَقَدي

وحيُ المواويلِ،،ما أحلاهُ مُعتَقدي..؟

أنا النَّبيذِيُّ والأعنابُ مُعجِزتي

دِينُ العناقيدِ دِيني، عنهُ لمْ أَحِدِ

وحدي سأرجع صَوبَ الأمسِ إذ تعِبتْ

خُطايَ مِن طولِ يَومي، وانتِظارِ غَدي

مَعي رِفاقي القصيدِيّونَ: أسئِلتي

وحَيرَتي وانفِعالاتي ومُبتَعَدي

أحكي لهم في مَهبِّ الدرب عن "عُمَرٍ"

عن سَيِّدِ الدَّهَشاتِ الواحِدِ الأحَدِ

عن شاعِرٍ/عالَمٍ، عن شاعِرٍ/وطَنٍ

عن شاعِرٍ/أُمَّةٍ، عن شاعِرٍ/بَلَدِ.

 (إلى الشاعر الليبي الكبير: عمر عبدالدايم)

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد يحيى ولد الحسن

محمد يحيى ولد الحسن

9

قصيدة

شاعر وكاتب موريتاني، منحازٌ لـ "لا" ضد "نعم" صدر له: - نصوص طفلة؛ شعر فصيح - الصحراوي؛ شعر شعبي - زنوبيا؛ رسائل أدبية - عندما يختلف طعم النهايات؛ شعر فصيح - ما قبل تاريخ الشفاه؛ شعر

المزيد عن محمد يحيى ولد الحسن

أضف شرح او معلومة