عدد الابيات : 22
وقائلةٍ: يُشجيك كَلمُ النوائبِ
وروحك ريَّا من زعاف المصائبِ
تهدهدك الأحداث بعد متانةٍ
فتسرف في إجرا الشؤون السواكبِ
كأن لم تُرى من قبل جَلْدًا وإن تكن
جُزِزْتَ بأنصال الزمان القواضبِ
وقورًا كمثل الطود، لستَ مضعضعًا
مُفتّل ربط الجأش عند التضاربِ
حَمولًا لأرزاء الحياةولم تَهِنْ
لأي مرير من عتي المصاعبِ
فقلتُ: نعم يا غادُ، فالدهر سامني
وزيّل صبري بعد طول تحارُبِ
أصاب قلوب الأمنيات بسهمه
وطعّنها شزرًا بأبيضَ قاضِبِ
لعمري لقد ضيّعتُ عمري مُرجيًّا
وأمّلتُ حتى أوبقتني رغائبي
تجلدتُّ ردحًا للحياة تجمّلًا
فأيّسني أني أثيثُ التجارِبِ
وما الدهر يومًا بالمطيع رجالَهُ
ومن سَفَهٍ: ظنُّ اجتناء المآربِ
وهل نحن إلا كالفرائس نُيّبت
وأنشب فينا الدهر هذّا المخالبِ؟
ويا ليت شعري أين من قد تَخِذتُهُم
لأهدى بهم عند اقتتام الغياهبِ
وحلّيتهم من حسن ظني قلائدًا
وما ظنهم بي في الملم بخائب؟
خُذلت بهم لما عييت بمذهبي!
ويا أسفي من خذل خدن مُصاقبِ
وما الناس إلا كالثُّعالة كلهم
ومشيك فيهم = غشي شوك العقارِبِ
فلا تعذلي أني تَغَيَّرُ شيمتي
وخُدِّد وجهي بالدموع السواربِ
فما بعد هذا من عُلالة مِرّة
تُوَقّرُ جأشي لاحتمال المتاعبِ
ولا في التسلي والتصبر طائلٌ
فإن صروف الدهر ضربة لازبِ
دعيني أقضّي الليل حيث سدولُه
يُنمنمها نَوّار زهر الكواكبِ
أسير به فردًا على متن مركب
إذا جَدَّ أزرى بالعتاق النجائبِ
أحيك به في طول بكة عرضَها
وأُصعد كثبان القفار السباسبِ
وأنشد أشعار "الرضيّ" تعلّلًا
وأسلم نفسي للخطوب النوائبِ
32
قصيدة