الديوان » هاجر عبدالونيس » مع مؤنسة قيس

عدد الابيات : 34

طباعة

تذكرتُ حُلمي رحلتي واللياليا

"وأيامَ لا أخشى على السعد ناهيا"

وأيامَ لم أعرف من الدنيا سوى

طموحٍ تسامى في السما فبدا ليا

ودمعًا تهادى حين أنزلُ منزلًا

بعيدُ المساعي ليس فيه أمانيا

وترنيمَ عزمٍ في لساني جاريٌ

فأعذَبَ ثَغري واستحلَّ فؤاديا

سأبكي لنأيٍ قد أطلّ بعاشقٍ

فقرّبَ دائي واستحال شفائيا

ألا ليتَ شِعري مالحزني وماليا

ومالتنائي يستبيحُ دمائيا

فؤادي أكنَّ الحزن في نبضاته

وأرخى الأيادي للمهيمن راجيا

أناجيكَ ربّي أنْ تقرّبَ بُغيَتي

وتُبِعدَ همًا قد ألمّ بحاليا

وتجمعَ بيني يا رحيم وبين مَن

أراق فؤادي واستقرّ بباليا

"فقد يجمعُ الله الشتيتينِ بعدما

يظنان كل الظن أن لا تلاقيا"

قرأتُ قصائدَ قد أنارتْ شمعتي

وآنستُ روحي بالقصائد لاهيا

يَحنُّ فؤادي مثلما حنّ للصبا

ويبكي وإنّ الشِّعر للروح شافيا

ويصنعُ شمسًا في سمائي كلما

قرأتُ نشيدًا تستنير سمائيا

أناجي إلهي أنْ أُبلّغَ مَبلغًا

من الشِّعر يرضي بُغيتي ومُراديا

فما أَنظُمُ الأبياتِ إلا تآنُسًا

"ولا أُنشِدُ الأشعار إلا تداويا"

بلاني إلهي بالهُيام بأحرفٍ

فهلّا بشيءٍ غيرِ حرفي ابتلانيا

وجافيتُ حُلمي والتفتُ لغيره

فعادَ فؤادي ناعيَ الحظ باكيا

وأعلنتُ أنّي مُذ ولِدتُ عشقتُه

فلا تفصلوا بيني وبينه ثانيا

ندِمتُ لأنّي قد كتمتُه أزمنًا

فها الآن نفسي سطّرته علانيا

فيارب سوِّ الحبّ بيني وأحرفي

يكون خفيفًا لا عليّ ولا ليا

ويارب زِني في عيون أحبّتي

وقرّبهمُ مني كقربِ الدواهيا

"ليشهد ربُّ العرش أنّي أحبهم

فهذا لهم عندي فما عندهم ليا"

لإنْ أبعدوا حُلمي وسَدوا مَنابعي

فلنْ يَسلبوا عزمي وحبَّ القوفيا

وإنْ كسّروا ظهري وأدنوا مَصائبي

فلنْ يزهقوا روحي برَغم شقائيا

فرُبّ عدوٍ قد أضركَ في الخَفا

وبانَ صديقًا والطِباعُ كما هيا

ورُبّ صديقٍ قد تجافى أدهرًا

وما انفك ذكرُكَ في فؤادِه باقيا

أرى الشِّعر يُكتَبُ دون أيّ قراطسٍ

أقولُ بقلبي؛ لا يقولُ لسانيا

وعندي مَشاعرُ لا تفيها مَحابرٌ

فينفد حبري أو تخطُّ دمائيا

سأكتبُ حتّى يَنفد الحِبر من دمي

وتاتِي المنايا مشفقاتٍ لحاليا

تعلمتُ مِنْ دهري الكثيرَ ولُمتُني

وما اللوم إلّا مِنْ شديدِ مُصابيا

تركتُ دوائي رغم كونه جانبي

وعيبي أنّي قد نسيتُه لاهيا

هو الله ربٌّ لا شريك له ولا

وليدًا ولا زوجًا وعن ذاك عاليا

دوائي قربٌ منكَ يارب فاهدِني

وبُعدي داءٌ أنتَ للداءِ شافيا

يهونُ زماني والمُراد ومُهجتي

أمامَ رضاكَ وذا مُنتهى آماليا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن هاجر عبدالونيس

هاجر عبدالونيس

4

قصيدة

طالبة بالأزهر الشريف

المزيد عن هاجر عبدالونيس

أضف شرح او معلومة