شِعرُ رَحّبْ بالطيّب ابن سلامِ

واقتبسْ – للترحيب خيرَ كلامِ

وانتقِ الألفاظ الجميلة تُغْني

عن ركيك الألفاظ يقلو مرامي

واصطفِ الإيقاعَ المُنغمَ يُشْجي

كل سمْع يهفو إلى الأنغام

وانتخبْ – للتعبير أحلى مَعان

واستعرْ – للترخيم أندى مَقام

إن قلبي يُكِن لابن سلامٍ

كل حُب سام ، وكلَ احترام

وهْو بين (الأصحاب) فذٌ كريمٌ

وفؤادي يهوى جميعَ الكِرام

قرأ التوراة البشارةُ فيها

بنبي الأعراب والأعجام

والعلاماتُ مثلُ شمس نهار

تُعْلمُ الناسَ غاية الإعلام

والبراهينُ تُثبتُ الحقَ فيهم

وتُضيفُ الإيقانَ للأفهام

والدليلُ تلوَ الدليل يُجَلي

كيف يسمو الإنسانُ بالإسلام

كان حَبراً حبيبُنا ابنُ سلام

عالماً بالنصوص والأحكام

شأنه سام في بني قينقاع

أكرموا الفذ غاية الإكرام

جاء يسعى إلى النبي وحيداً

ثم ألقى في الجمع أنقى سلام

سائلاً بين الورى عن ثلاثٍ

سُؤلَ دار جوابَ الاستفهام

ليس يدري الجوابَ إلا نبيٌ

والجوابُ أتى بلا إبهام

أسلمَ الحبرُ عن يقين وتقوى

لم يُشاورْ هتافة (الحاخام)

داعياً أولاداً وزوجاً وأهلاً

قائماً بالتبيين خيرَ قِيام

والجميعُ قد أسلموا باقتناع

شاكرين تلطفَ (ابن سلام)

كم دعوتَ للسِلم هوداً ، فصدّوا

عامدين للظلم والإجرام

وانتصرت للحق في كل واد

مثلَ ليثٍ غضنفر رزام

واعتزلت في السوء فتنة قوم

واعتصمت بالواحد العلام

واتخذت من بيتك الغض كهفاً

مِن بلايا باءتْ بأعتى طوام

ولقيت الرحمن عبداً شكوراً

قدوة في التقوى لكل الأنام

فليُثِبْك المولى على كل بذل

بالكمال والمنتهى والتمام