إلبِس كما شئتَ الثيابَ الغاليَهْ

لاثوبَ أغلى مِن  ثيابِ العافيَهْ

وافخر أمامَ الناسِ كُن متباهياً

فنفوسُ أربابِ  التكبرِ  خاويهْ

قد كُنتَ في جوفِ الصوالبِ نطفةً

هل  ضلَّلتكَ المهجةُ المتناسيهْ

يا  أيّها الإنسانُ  إنّكَ  هالكٌ

ستصيرُ في يومٍ  عظاماً باليهْ

وتمرُّ أيّامُ السّنينِ سريعةً

وصحيفةُ الحسناتِ عِندكَ خاليهْ

ما رفعةُ الإنسانِ إلا صدقهُ

فالصدقُ  ميزان الصفاتِ العاليهْ

واقْنِ التواضعَ واشتملْ أثوابهُ

إنَّ التّواضُعَ  للنفوسِ الساميهْ

إنَّ التواضُعَ للنفوسِ نجاتها

ونقيضهُ يورثكَ  ناراً  حاميهْ

واحرص على الإيمانِ وافهم واتعظ

واذكر بأنّا في حياةٍ فانيهْ

فالحالُ قلّابٌ وليسَ بدائمٍ

والعمرُ  يَفنى  والمآثرُ  باقيهْ

كم طالَ عمرُ الأقدمينَ ولم يكن

إلا كومضةِ بارقٍ  في  داجيهْ

يا من طمعتَ بذي الحياةِ وزيفها

لا لن تدومَ لكَ الحُلومُ الواهيهْ

أينَ الملوكُ وعزّهُم وعروشهُم

أم أينَ أصحابُ القصورِ العاليهْ

أفناهمُ الدّهرُ  الغشومُ مخلِّفاً

آثارهم  مثلَ  القفارِ  الصاديهْ

عِبراً  تُحذّرُ  كلَّ  أربابِ النهى    

والمبصرينَ وكلَّ أُذنٍ واعيهْ

كم جامعٍ للمالِ ولَّى تاركاً

أموالهُ ويديهِ صفرٌ خاويهْ

يا سالباً حقَّ العبادِ ومزدرٍ

بكتابِ ربِّكَ والوعودِ الآتيهْ

إن بتَّ ظلّاماً بقلبٍ لاهيٍّ

فاللهُ منتبهٌ بعينٍ صاحيهْ

لا تظلمنَّ النّاسَ إنّكَ واقفٌ

يومَ القيامةِ والملائكُ حاصيهْ

يومٌ  يفوتُ على الندامةِ آنها

كلُّ الخلائقِ للمهيمِنِ جاثيهْ

إن كانَ خيراً  فالختامُ مبشرٌ

أو كانَ شرّاً  إنّ أُمّكَ هاويهْ

فارحم إلهي حالنا والطف بنا

في ذلكَ اليومِ العظيمِ إلهيهْ