عدد الابيات : 28
قسمًا بما خلق الإله لخَلْقِهِ
قلبي غنِيٌّ بالكئابةِ ينعمُ
و رُزِقتُ ما بين الأنامِ بِوِحدَتي
و غدوتُ في يمِّ الحياةِ أغمغمُ
كالنجمِ ما بين الغمائمِ ينطوي
ترَكَتْهُ يبكي في السماءِ الأنجمُ
يا نجمُ حالُكَ مؤرقٌ فكأنّنا
نمشي و أنفُسُنا طريقٌ مُبْهَمُ
لن ينتهي الحزن الكبيرُ فحُزنُنا
وِردٌ يُساقُ لنحتسي و نُتَيّمُ
و بقيت وحدي بالسكوتِ مُرَنّمًا
وحدي يُرَاوِدُني الوجودُ المُعدمُ
حاربتُ نفسي شاديًا بهزيمتي
نفسي بنفسِها تموتُ و تُهزمُ
يا نجمُ إن متنا سوِيًّا فالمماتُ
لمثلِنا كنز الشجونِ يُلمْلَمُ
خذلَتْ حياتي وحدتي , يا ليتني
ما كنتُ نفسي فالنُّفوسُ جهنَّمُ
كمدٌ أجَلَّ من الذي ألقاهُ ما
بين الأنامِ سُدى ولا أتكلّمُ
أنا بينكُمْ أنصاعُ طوْعًا للهنا
لكنّني بالحزنِ صبٌّ مُغرمُ
صحبي المساءُ و نجمُهُ و أثيرُهُ
المُتَخيَّلُ المرسومُ ذاك الواهمُ
قلبي على نفسي فقد وُجِدَتْ بلا
شيءٍ يؤانسُ غربتي فأترَنّمُ
يا نفسُ لا تبكي فإني ها هُنا
أبكي بدالَكِ بالهمومِ و ألطُمُ
كالبحرِ هاجتْ نزَقًا مَوْجاتُهُ
حتى غدَتْ فيه المراكبُ تهرمُ
و حبيبتي راحت فكيف قصيدتي
تنأى فتشنقني الضفيرةُ و الفمُ ؟
كالطفلِ كنتُ أحبها ، أبكي إذا
غابت و إن حضرتْ أهيم و أنعمُ
إن شئتِ موتي فاقتليني حلوتي
عمدًا و أجركِ في المحبةِ أعظمُ
فعزيزها أنا كنتُ بل و صديقها
يدري اللقا عنَّا و يدري المطعمُ
و المقعدُ المحزونُ في أخشابِهِ
واساهُ فنجانٌ و قلبه مغرمُ
و الحائطُ المجروحُ من طبشورِهِ
لم ينسَ لما كنتُ باسمِكِ أرسمُ
أقسمتُ يا محبوبتي كرهًا بأنّي
لن أميلَ بذكرنا و أهمهمُ
أقسمتُ لكنّي برُغمِ تبغُّضي
و كآبتي قد كنتُ باسمِكِ أقسمُ
وحدي أغنّي و الجماهيرُ أنا
هذا الحضور و ذا الغيابُ المُعدَمُ
وحدي أقاومُ و الظلالُ صديقتي
فبها ظلامُ كآبتي يتوسَّمُ
كمُهرّجٍ يهْنا بملئ فراغِهِ
هذا شقاءًا بالأسى يتبسمُ
وحدي كأنّي بينكم ريحٌ سَرَتْ
أو وردةٌ حزنًا ذَوَتْ أو مَجرمُ
فأنا انطواءُ ينطوي في نفسُه
و أنا الغدُ الآتي الذي لا أعلمُ !!
79
قصيدة