تعبت تلافيف دماغي من شجر النسيان ينمو كالورم السرطاني في حدائق التيهان كخريف ٍ من أشباح الأغصان تمتد أياديها العجفاء بعماء البدء ِ وأستار الظلماء لتحجب رؤياي وتغمسني في جهل الطفل المطمور بأغواري كانت شكوة جسدي له الأكفان! ودفنته ُ كالموتى في جوف الظلام كيما أحيا بين وحوش الأنام!– ... تمتد أياديها العجفاء أغشية ً تشرنق عقلي ضلالة ً ونكران لتحتسي شرائط أفلامي كمصاص دماء تفرغني من عرفانية نفسي حتى غدا الخواء ُ أيان ارتحلت وفي كلِّ مكان... لأعود كما كنت ُ بلا رشد يهديني لرب الأكوان وبلا علم ٍ يسعفني في هرولة الإنسان لا ألمح في سحر الفجر بيان وتضيع ظلال الأمر من وقع خطواتي لن يعثر القرصان مني على كنز الأمان! ليس في تيه النسيان سبيل مطوق ٌ بزهر الريحان يحمل الرحال العليل إلى زورق السكينة حيث الراحة والاطمئنان! ذاكرتي مقبرة ٌ مسكونة ٌ بالشيطان وضميري بوصلة ٌ في بحر الغيِّ لا تبصر رمل الشطآن إني لا أذكر أمسي وتنساني الأسماء لكأني بلا ماض ٍ في عمر الأزمان لكأني شجر ينمو سرابا ً في قلب النسيان! أوَّاه يا زنابق بؤسي الظمآن قد كانت روحي رغم الأحزان أرخبيلا ً من الذكريات الآن غدت مفرغة ً مثل الجثمان إن لفقدان الماضي طعم الممات! أوَّاه يا زنابق بؤسي الظمآن لا رغبة لي في غير السلوان لتغن لي جوقة ضفادعك ِ الحقودة المسمومة ِ بزرنيخ البغضاء "ماذا تنفعك الذكرى لو مات في قلبك الإنسان؟!" لعلي رغم فقدان الذاكرة في متاهة الحياة الداعرة أجد الطريق إلى المنزل القديم وأؤوب إلى الوعي من سبات الخمول العقيم مثل الرجل الثملان!