عدد الابيات : 39
تَهَالِيـلُ بِشْـرٍ .. وَانْكِسَـارَاتُ مُجْـهَدِ
تَعَـارَكْـنَ فِـيْ بَـاحَاتِ قَلْبِي الْمُسَهَّدِ
وَمَــا الْمَــرْؤُ إِلَّا بَـيْـنَ هَـٰـذَا وَهَـٰذِهِ
يُـرَوِاحُ فِي الضِّـدَّيْـنِ .. غَيْـرَ مُبَـاعِدِ
إِلَىٰ خَالِقِيْ فَوَّضْتُ أَمْرِيْ لَهُ الرِّضَىٰ
وَمِنْـهُ انْـفِـرَاجُ الْهَـمِّ بَـعْدَ التَّـعَـقُّدِ
أَيَـا بِضْعَةً مِنِّـيْ .. وَيَـا غَايَةَ الْمُنَـىٰ
وَيَـا هِـبَةَ الـرَّحْمَـٰنِ مِنْ غَيْـرِ مَوْعِدِ
لَنَـا قِصَّـةٌ تُـرْوَىٰ فَـهَـاكَ فُصُـولَـهَا
وَفِي السَّرْدِ أَحْدَاثٌ فَمِنْ أَيْنَ أَبْتَدِيْ
وُلِدْتَ وَلَمْ تُكْمِلْ مِنَ الْحَمْلِ سَبْعَةً
خَدِيـجَاً يُسَاوِيْ حَجْمُهُ قَبْـضَةَ الْيَدِ
بِـحَـاضِـنَـةٍ وَارَوْكَ عَـنِّـيْ كَــأَنَّـمَـا
حُبِسْتَ بِـسِجْنٍ مِـنْ زُجَـاجٍ مُشَـيَّدِ
أَنَابِـيبُهَا مِثْـلُ الْقُيُـودِ .. وَأَسْدَلُـواْ
غِطَـاءً عَلَىٰ عَيْـنَيْكَ مِثْـلَ الضَّمَـائِدِ
وَمَرَّتْ شُهُـورٌ كُنْتُ أَرْجُو انْقِضَاءَهَا
وَخَوْفِيْ عَظِيمٌ مِـنْ شِرَاكِ الْمَصَائِدِ
وَكَمْ أَسْرَجَتْ حُمْرُ الْمَنَـايَا خُيُـولَهَا
يُغِيـرُ عَلَيكَ الْمَوْتُ مِـنْ كُلِّ مَرْصَدِ
وَلَكِنْ حَمَاكَ اللهُ لُطْفَاً كَمَا حَمَىٰ
طُفُـولَةَ مُـوسَـىٰ مِـنْ فَـنَـاءٍ مُـؤَكَّدِ
خَرَجْتَ مِنَ الْمَشْفَىٰ صَغِيرَاً وَنَاحِلَاً
كَـأَنَّـكَ مَــوْلُـودٌ حَـدِيــثُ التَّـوَلُّـدِ
وَمَـا الْـفَـرْقُ إِلَّا أَنَّ مَـا ذُقْـتَ مُــرَّهُ
يَفُـوقُ اصْـطِبَـارَ الْبَـالِـغِ الْمُتَـجَـلِّدِ
وَعُدْنَـا إِلَـىٰ الْبَيْتِ الَّذَيْ شَـعَّ بَهْجَةً
بِـمَـقْدَمِ طِـفْـلٍ نُــورُهُ مِثْـلُ فَـرْقَدِ
وَيَوْمَـاً فَيَوْمَـاً كُنْتَ تَنْـمُوْ كَمَا نَمَتْ
بَرَاعِـمُ غُصْنٍ بَـعْـدَ حُسْنِ الـتَّعَـهُّدِ
ثَـلَاثُ سِـنِـيـنٍ كَـامِـلَاتٍ بَـلَـغْتَـهَـا
وَلَـٰكِنَّ فِـيْ قَـلْبِـيْ شُكُوكُ الْمُعَـانِدِ
فَأَنْتَ رَهِيـفُ الْحِسِّ يُخْفِيْ شُعُـوَرَهُ
وَتَأْبَـىٰ عِنَـاقِيْ حِيْـنَ يَمْتَدُّ سَاعِـدِيْ
تُـحَـدِّقُ دَهْـرَاً فِـيْ أُمُـورٍ صَـغِـيـرَةٍ
وَتَـغْفَلُ عَـنِّـيْ حَيْـنَ أُبْـدِيْ تَـوَدُّدِيْ
أُنَـادِيـكَ كَيْ أَحْـظَىٰ بِـنَـزْرِ الْـتِفَـاتَةٍ
وَرَغْمَ غَزِيـرِ الْـحُبِّ .. لَسْتَ بِـجَائِدِ
تُـــرَدِّدُ أَقْـــوَالَاً .. بِـــدُونِ دَلَالَــةٍ
وَتَـفْعَلُ أَشْـيَـاءً .. بِـدُونِ مَـقَـاصِدِ
وَتَـبْدُوْ غَـدَاةَ الْجَـرْيِ مِثْـلَ فَرَاشَـةٍ
رَفِـيـفُ جَنَـاحَـيْهَـا سَـرِيـعُ التَّـرَدُّدِ
تُحُومُ عَلَىٰ الْأَخْطَارِ مِـنْ دُونِ رَهْـبَةٍ
وَتَـفْزَعُ مِـنْ إِرْجَـافِ بَـــرْقٍ وَرَاعِـدِ
تُحِبُّ حَيَـاةَ اللَّـهْوِ مِنْ غَيْرِ صَاحِبٍ
وَتَـكْرَهُ وَهْـجَ الضَّـوْءِ وَقْتَ التَّـوَقُّدِ
عَـلَىٰ فِكْـرَةِ الـتَّغْـيِيـرِ لَسْتَ بِقَـادِرٍ
وَعَـنْ مَنْهَـجِ الـرُّوتِيـنِ لَسْتَ بِحَائِدِ
طُقُوسُكَ فِـي التَّرْتَيـبِ أَمْـرٌ مُحَـيُّرٌ
فَـكُلٌّ حَبِـيـسٌ فِـيْ مَـكَـانٍ مُـحَدَّدِ
وَأَكْثَرُ مَـا يُـجْرِيْ مَدَامِـعَ مُـقْـلَتِـيْ
بِــأَنَّـكَ لَا تَـرْنُـوْ لِـعَيْـنِـيْ وَتَـهْـتَدِيْ
وَأَصْعَبُ مَا أَلْقَـىٰ مِنَ النَّاسِ جَفْوَةٌ
مَـظَـنَّةَ تَقْـصِيـريْ .. وَتَعْرِيضُ نَاقِدِ
أَلَا كَيْفَ أَنْسَـىٰ ذَلِكَ الْـيَـوْمَ عِنْـدَمَا
تَحَطَّمَ قَلْبِـيْ حِينَ قَـالُواْ : تَجَـلَّدِيْ
وَقَـرْعُ حَدَيثٍ هاَدِرٌ فِـيْ مَسَامِـعِيْ
وَقَدْ قِيلَ لِيْ:هَـٰذَا اضْطِرَابُ التَّوَحُّدِ
بِـوَهْلَتِـهَا خَارَتْ مِنَ الْهَـوْلِ قُـوَّتِـيْ
وَكَـانَ دَمَـيْ كَـالْمَاءِ حَـالَ التَّجَـمُّدِ
تَـمَنَّـيْتُ أَنْ يَـبْقَىٰ الزَّمَـانُ مُصَفَّدَاً
فَأَمْسِيْ وَمَا قَاسَيْتُ يَخْشَىٰ مِنَ الْغَدِ
وَمِنْ بَعْدِهَا أَصْبَحْتُ خَنْسَاءَ عَصْرِهَا
وَأَبْـكِيْ كَثِيـرَاً حِينَ أَخْـلُوْ بِمُـفْرَدِيْ
وَلَـٰكِنْ بِرَغْمِ الْخَوْفِ والْحُزْنِ وَالْأَسَىٰ
وُجُـودُكَ قُـرْبِـيْ يَسْـتَحِقُّ تَكَـبُّـدِيْ
تَسَامَتْ حَيَاتِي الْيَـوْمَ عَنْ كُلِّ تَـافِهٍ
وَأَنْـتَ الَّـذِيْ يُدْنِـيْ لَهَـا كُـلَّ صَاعِدِ
نَعَـمْ قَـدْ حَبَـانَـا اللهُ بَـعْدَكَ إِخْـوَةً
أَصِـحَّـاءَ لَـٰكِنْ أَنْـتَ أَبْـهَىٰ الـزُّمُـرُّدِ
سَأَحْكِيْ لَهُـمْ كَيْفَ انْتَصَـرْنَا سَـوِيَّةً
عَلَىٰ حَـالِكِ الْأَوْجَـاعِ وَقْتَ الشَّدَائِدِ
وَأَرْوِيـكَ نَــثْــرَاً لَا يُـمَـلُّ سَـمَـاعُـهُ
وُأُلْقِـيكَ شِـعْـرَاً يَـا رَبِيـعَ الْـقَصَـائِدِ
سَنَحْيَـا كَصَرْحٍ بَعْـضُهُ شَدَّ بَعْـضَهُ
وَأَجْمَلُ مَا فِي الْعَيْشِ رُوحُ التَّعَاضُدِ
٢ أبريل ٢٠٢٣
72
قصيدة