بصوت :

عدد الابيات : 20

طباعة

فُرْشاةُ أسْئلتي.. تُحبِّرُ خَيْبَةً

رَسَمَتْ على وَرَقِ الرَّبيعِ خَريفَا

وَحْشُ المَدَائنِ.. ضَارِيا  يَقْتاتُنِي

مذ هلَّ عيدُ الجُوعِ كُنْتُ رَغِيفا

زَحَفَتْ بحارُ الأرضِ صَوْبَ مدامِعي

فرَأتْ على نَبْعِ الجراحِ  نزيفا

وَجعٌ... خُرافيُّ المَلامِح مُبْصِرٌ

وأسِيرُ فيهِ  مُكَبَّلاً وكَفِيفَا

هُوَ سامِعِي.. في السِّرِّ بي ما يَدَّعِي..

ويَرَى مَعِي.. ضوءَ الغيابِ شفيفَا

هو يَكْتُبُ الأشْعارَ بِي.. ويقولُ لي:

«ضعْ نُقْطةً» . فأضِيفُهَا ليُضيفَا

«أكْتُبْ هُنا "لا شيءَ لي"» فأقُولُهَا.

أتَتبَّعُ الإمْلاءَ والتَّوصِيفا

لُغتِي.. على بابِ القصيدِ اسْتَسْلَمتْ

لا نَحْوَ لا أوْزاَنَ لا تَصرِيفَا

حتَّى المَخَارِجَ في الهِجَاءِ لَحَنْتُها

وسَلَبْتُها الإدغام والتَّضْعِيفَا

نهْرٌ ولا مَعنى سِوى أنْحَائِهِ،

مَجهولة لا تقبلُ التَّعْريفا.

المَاءُ مِثْلِي تائهٌ ويَسيرُ بي

أمَّا الصُّخورُ فَرُصِّفَتْ تَرْصيفاَ

ما كُنْتُ أسْألُها المسيرَ ولم أكُنْ

في دَفْعِها مُسْتَلْهِمًا سيزيفا

وَشْوَشْتُ لي في النَّصِّ، أن لا حِلْفَ لي

للماءِ كنتُ وللرَّحيلِ حليفا

فَنَسيتُ، إذْ يَنْسابُ، ما أنْسَابُه؟

ونَسِيتُ في تَجْديفِهِ التَّجْديفَا.

وجعٌ  يُؤذِّن في دَمِي متنَكِّرا

والوجهُ  للشَيْطان، كانَ رديفا

ويقولُ لي «أسْجدْ »، أُصَلِّي خَاشِعًا

فَأرَى.أرَى .لا شَيءَ. كَانَ مُخيفا

وأعودُ أسألُ عن شريعة سرِّه.

هل تقبَل التبسيطَ والتَّخْفِيفَا ؟

فيَقولُ : « خِبْ تَرَ، ولْتَكنْ مُتَصَبِّرا،

كُنْ عاشقا، وتَحمَّل التَّكليفَا».

هذي الطَّريقُ .. تَضِيقُ صبْرا إنَّها

تَبْكي مجَازا حارِقا وكَثيفا

من خيْبَتي عبَّدْتُها وبَسَطتُهَا

وَجَعَلْتُ  صَبرَ العاشِقينَ رصيفا.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشاذلي فرحاتي

الشاذلي فرحاتي

7

قصيدة

شاعر من تونس أستاذ باحث في الأدب العربي

المزيد عن الشاذلي فرحاتي

أضف شرح او معلومة