عدد الابيات : 25
أنا في سكوني ضجّةٌ قد صاحَتِ
فتغلغلتْ شعرًا إليّ وجارتِ
من لي بردّ ضرامِها وهي التي
جورًا على قلمي سطتْ وترامتِ
هل يشفع الشعرُ الحزينُ لشاعرٍ
ان زُلزلتْ ضحكاتُهُ وتباكتِ
كيف السبيلُ إذا أبتْ أشعارُهُ
سمعًا لبوحه بالقصيد.. وناحتِ
أسفًا أموت على زمان غادرٍ
وبغدرِهِ حتّى القصَائد خانتِ
مَن مبلغٌ قلمَ الشعورِ بحزن مَنْ
صالتْ به فوضى القلوبِ وجالتِ
وبدمع من لعبتْ به أوهامُه
فتحشرجتْ نُهُرُ الدّموعِ وصاحتِ
مَن مبلغٌ قلقَ الحياةِ بأنّنا
بشرٌ بأعيننا الدّنى قد ماتتِ
بي حزنُ من كتبَ القصائدَ كاتمًا
همًّا له، وعيونُهُ قد باحتِ
بي يأسُ ما قُطِفَتْ هوًى من عاشقٍ
لحبيبةٍ أبتِ الهوى، وتجافتِ
خبّرت أن الروحَ تسعدُ بالهوى
كذبوا وربي بالهوى قد عانتِ
نبّئتُ أن الشعرَ فيه علاجُنا
ما للقصائدِ فوقَ جرحي داستِ!
قالوا السعادة للفتى عشرينُهُ
ما للسنينِ بعمرنا قد ساءتِ!
لكنّني رغمَ الضّغوطِ مكابرٌ
أطأ الضّجيجَ وصحبَه بتخافتِ
فجعلتُ قلبي حفرةً لحطامِهِ
للباقي من روحي التَّمُوْتُ بواحتي
فبواطنُ الإنسانِ خيرُ الدافني..
نَ همومَهُ، وبذا الغنى عن شامتِ
والقلبُ لا يرثيهِ إلا شاعرٌ
بطشتْ قصائدُه، الدّماءَ أراقتِ
فترسّخَتْ أشعارُه وتحشرجتْ
روحُ الفتى بفمِ القصيدِ فباحتِ!
ومهندُ الكلماتِ شعرٌ.. عدلُه
ذبحُ الفؤادِ ورفدُ دمعِ وسادتي
لكنّه رغم الأسيّة حاجةٌ
فوقَ الجراحِ وفوقَ كلِّ إماتةِ
فالشُّعرُ والأوراقُ والأقلامُ هُمْ
قسمًا بربّ الكونِ خيرُ عصابةِ
والشّعرُ ثوبٌ فوقَ روحي مثلما
قد زيّنَ الأعرابَ لُبْسُ عباءةِ
لولا وجودُ الشّعرِ ما سمع امرؤٌ
صرخاتِ بوحِ الصّامتين لغايةِ
ولما درى أن القصيدَ ووقعَه
ترياقُ قلب ظامئٍ بمرارةِ
ولذاك صغتُ من المرارةِ جملةً
يا شعرُ أنت وحقّ حقّك عادتي
2
قصيدة