الديوان » مظهر عاصف » الأشقّاء

تموتُ الجبالُ
يموتُ الصّنوبرُ فوقَ المباني العتيقةْ
وتخشى الشّقائقُ وجهَ الشّقيقِ
فنادت علينا:
أنعمانُ صفحًا
أنعمانُ عقلًا
أنعمانُ مهلًا
وجزَّ الشّقيقةَ تلوَ الشّقيقةْ
أصمٌّ
فلم يسمعِ الصّائحاتِ اللّواتي انتحَبنَ
أصمٌّ
ويمحقُ صوتَ العذارى على طهرهِنَّ
فلا مِن دليلٍ
ولا مِن حديثٍ
ولا ليسَ يُمضي كلامَ النّبوةِ:
"رفقًا بهنَّ"
تموتُ الجبالُ
وتبقى العِشارُ بلا حملهنَّ
يُسافرُ بعد العذابِ
ودونَ إيابٍ رحالُ السّفرْ
تُساقُ التّلالُ إلى المُنحدرْ
يُجرُّ اعتباطًا وقد شُلَّت الرّوحُ فيهِ القمرْ
ويُنزعُ عن وجهنَا المُستغيثِ احمرارُ الخجلْ
وعنَّا تمامًا سماتُ البشرْ
ومِن كلِّ صوبٍ تضيعُ الجهاتُ لأنَّا نشكُّ
ومِن حولنا كلُّ شكِّ يشكُّ
لننسى الكثيرَ وما يستحقُّ
وتُنسى دمشقُ
هنا تخرجُ النّسوة المُحصناتُ بدونِ الحجابِ
خِماصَ اليدينْ
وثرثرةٌ دونَ ذكرِ السّريرِ
ولا قُبلتينْ
حديثٌ مُجوَّفْ
وبردٌ يَقدُّ الكلامَ الأليمَ
الكسيرَ المُجفّفْ
وتطفو القبورُ على بحرنا الكاملِ المُستجيرْ
ويبدو الطّويلُ إذا قيلَ قهرًا
كبحرٍ قصيرْ
شجونٌ له ألفُ وجهٍ
ووجهٍ عن القاتلينْ
وجومٌ يحاولُ ألّا يُعيدَ
وإن زالَ عن بعضِهنِ الحنينْ
هنا تَمزُجُ البِكرُ وقعَ البكاءِ
بوقعِ الخشونةْ
وفي جوقةِ الحربِ عزفَ النّشازِ
بعزفِ النّعومةْ
وتخرجُ «عشرينيّةٌ» بعد عامٍ بثوب قصيرْ
فلا أعينٌ تنهشُ النّاهدينْ
ولا مِن سِوارٍ يردُّ الجوابَ عن المِعصمَينْ
خلا دربُها مِن غريبِ الغزلْ
خلا من سياجٍ بناه الحياءُ
لدرءِ الفتنْ
ويأتي مِن الصّوتِ صوتٌ بعيدٌ
يجرُّ الغيابْ
وضَوءٌ خجولٌ يَدُقُّ الظّلالَ الّتي كُسِّرت
وندفِنُ ذاك السّؤالَ الوحيدْ
لأنَّا نخافُ الجوابَ الوحيدْ
لماذا بدأنا؟
وفي المسرحِ ال لم يعد فيهِ شيءٌ
يقصُّ الفراغُ على آخرِ الميتينَ التّرابْ
 
قصيدٌ دمشقْ
وجرحُ السّنينِ بدا يافعًا
بتلكَ الصّبيّة
فلا أمويٌّ يذوبُ اشتياقًا إذا ما تشاقى
ولا أمويّة
ويُنسى «نزارٌ» وما قال فيها
وتُنسى القصائدُ والنّاظمونْ
وما بين موتٍ وموتٍ
هناك المَنونْ
وفيها الطّفولةُ في كلِّ عشقٍ
وعشقٍ تُعاد
وفيها الكثيرُ وما يستحقُّ
وفيها دمشقُ
فلا تتركوها بجُنحِ الظّلامِ كأنثى وحيدة
ولا تكذبوا
إذ يقول المسافرُ: في القلب أرضي
لقد أرضعتكم
فلا تشربوا مِن حليبِ الطّغاةِ
بداعي العطشْ
لقد أطعمتكم
وكنتم صغارًا
فهلَّا رددتُم لحوم الظّباءِ
بهذي السّنينِ العجافِ
إليها؟
وهلّا أعدتُم إليها بنيها؟
إليها الزّمانَ الذي كان يجري معَ الياسمينْ
معَ الغيدِ والقولِ والقائلينْ
إليها المكانَ وما يستحقُّ
ففيها دمشقُ...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة