يا صديقي قد تخلَّى عن جراحي الأقربون ولقدْ تناساني الرّفاقُ ولمْ يَعُدْ في الغابةِ الخضراءِ أوراقٌ لتحملَهَا الغصونْ هذا التّصحُّرُ في حياتي ماردٌ يَقضي بصُفرتِهِ قضاءَ الفاسقينْ هذا التّساقطُ مُنذُ جِئتُ يَعدُّنِي مِن زُمرةِ ال رّفضوا السّقوطَ ويَسقطونْ قدري المجيءُ فما اشتهيتُ زوالَهُ ورَكِبتُ صَعبًا ما ملكتُ عِقالَهُ وسألتُ مَن سبقوا إليهِ فأحجموا وأجابَ عن سرِّ الحياةِ المَيِّتُونْ قدري المسيرُ وكلُّ ما صادفتُهُ مِن مُوجعاتٍ في الرّدى مِن مُرجئاتٍ للأذى مِن رقصةٍ ثَكلى أمامَ مصائبي من سَطوةِ الفوضى يُؤمِّرُها المُجونْ كيفَ فوقَ الأرضِ أمشي؟ راحَ بعضُ القومِ يسألُ في ذهولْ ما كنتُ أمشي إنّني سلَّمتُ أمري للصّروفِ وما يكونُ ولا يكونْ قلبي يطيشُ على بحيراتِ الأسى لا شطَّ للأحزانِ في هذا المَدى إنّي انتهيتُ فأينَ ذاكَ النّور في عَتمِ الفَضَا؟ قلبي ضجيجٌ في سُكونْ يا صديقي لم يصافحْني سواكَ وكُلَّما قاربتُ كَفِّي صافحتْني _في جَفا_ أيدي المَنونْ لا تَلُمْني إنَّ في لومِ الأحبةِ ظُلمَ مَن هُم يعشقونْ إنّها الدّنيا إذا ما أقبَلتْ ضحكتْ لنا رقَصتْ بنا حتّى إذا انقبَضتْ أدارتْ ظهرَها إنّها الأحلامُ تطويها الظّنونْ لا تَلمنِي إنَّ مَن في مثلِ حالي لا تعالجُهُ الكِياسةُ والنّصيحةُ والتّخبّطُ والظّنونْ إنَّ دولابَ العجائبِ قد رماني في عجائِبهِ لوحدي إنّني أمسيتُ قُربانًا يُقدِّمُهُ الزّمانُ إلى زماني إنّني في جدولِ الأعمالِ للإخفاقِ مِن بعضِ الشّؤونْ يا صديقي قد تخلَّى عن جراحي الأقربونْ.
" مظهر عاصف" أحمد علي عودة.
- شاعر أردني مِن أصول فلسطينية.
- من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980
- أعمال مطبوعة:
فلسفات جنازة (شعر)
هناك (شعر)
السّادسة صباحًا (شعر)
ما لم يقله أحمد عود