في زمنِ الفوضى والحبْ يجمعُ ذاكَ الرّجلُ ترابَهْ... ليرمّمَ نفسَهْ يجهلُ ما ضيَّعهُ الفكرُ فلا يكتبُ واقعَهُ أبدًا يرسُمُ منطقَهُ الأعوجَ في خطٍّ أفُقيّ تخطيطُ القلبِ على آلةِ تخطيطِ القلبِ كذا أفُقيّ دائرةُ الأصعبِ فالأصعبْ دائرةُ الأعذَبِ فالأعذبْ يرسمُها في خطٍّ أفقيّ في زمنِ الفوضى والحبْ لا يتحوّل منَّا إلّا الدّاخلُ منَّا والمفقودُ من الأنفاسِ لخطٍّ أفقيّ جئتَ تفتّشُ عن ذاكرتي في عينيَّ النّاسيتينْ لا أذكرُ شيئًا لا أذكرُ ما استودعتُ قديمًا ما استوردتُ وما كدَّستُ وما أتلفتُ مِنَ الأصواتِ مِن الأحداقِ مِن الأحداثِ مِن المرفوضِ أو المسموحْ ومَن عانقتُ ومَن فارقتُ ومَن عمَّقَ ألمَ الأضغاثِ بأبسطِ ما لهجتهُ الرّوحْ لا أذكرُ أين يعلّقُ قلبي حين يعلّقُ صورةَ من عشقتهُ وعاشت فيه حينَ يُمسمِرُ صورةَ مَن جاءتهُ وقد يَبُسَ الإحساسُ لديهْ مَن منحتهُ أصابعَها كقيودِ الرّحمةِ في زِنديهْ! لا أذكرُ آخرَ مَن مرّتْ كي أذكرَ _يا سيّدتي_ أوَّلَهنْ
لا أذكرُ هذا العامَ وكيف لعامٍ قد أنساهُ بأن يذكرَني؟ يُقرضُني نفسي يُجبرُني أن أبتلعَ مكاني كي أعرفَ موطئَ أقدامي أن يتبعَ عمري زمنًا من أزمنةٍ أخرى والعطرُ ملامحَهُ السّمراءْ والأغربُ حين يعودُ الوقتُ بنا والعمرُ بنا واللّحظةُ أيضًا حين تعودُ بنا فأعودُ ولا أذكرُ مَن أنتِ!
فقد مرَّت دنياي أمامي لألاحقَ أشقى أيّامي وهباءَ العاطفةِ الأولى عيناك السّائلةُ: أأنت؟! لا أذكرُ شيئًا سيّدتي لا أذكرُ إلّا أينَ أقيمُ وما فضَّلتُ مِن الألوانِ أو الأزهارِ ومقدارَ السّكّرِ في الشّايِ وموسيقايَ وأسبابَ تساقطِ شعري
لا أذكرُ وجنًا سارَ على شفتيَّ جريئًا مرَّرَ مِن تحتِ لساني شبقَ القبلةِ واغتالَ بملمسهِ وجعي يا سيّدتي إنّي ناقشتكُ تحتَ الضّغطِ وتحتَ التّحقيق القسريّ إنّي ناقشتكُ تحتَ التّعبِ السّاكنِ في تبغي ناقشتُكِ لا أذكرُ شيئًا عن تاريخي في ترشيدِ الحزنِ وتقنيبِ الأصواتِ بصمتي لا أذكر شيئًا مِن فلسفتي وحديثِ الكتبِ المنقولةِ لا أذكرُ آخرَ مَن مرَّت كي أذكرَ _ يا سيّدتي_أوَّلَهن فالعالمُ قلبٌ قد يسكنُهُ الحبُّ وقد يسكنُه الحقدُ وقد يسكنهُ النّسيانُ وذاكرةٌ لا تذكرُ شيئًا والحاضرُ أكبرُ من جسدينِ افترقا أبعدُ مِن أن تصِلَ إليهِ فلا تمشِ في اللّيلِ إليهِ في الجهةِ الأخرى شعبٌ لا يُشبهُ مَن تعرفهُم منطقةٌ يسكنُ فيها شعبٌ سمكيُّ الذّاكرةِ كأنتْ أجناسٌ لا تأكلُ لحمَ البشرِ ولا تَهدِمُ أعشاشَ الطّيرِ ولا تقطعُ أعناقَ النّصِ ولا تبتُرُ أغصانَ الوردِ لزرعِ الشّوك في الجهةِ الأخرى منكَ تمامًا... جهةٌ أخرى فالزَمْ موقعَكَ فلا حاجةَ للشعرِ هناك ولا حاجةَ في الجهةِ الأخرى للشعراءْ في زمنِ الفوضى والحبْ لا حبَّ هناك
الأنثى تجهلُ كيف تكونُ الأنثى وطنًا النّهدُ يخافُ بأن يبدو ثديًا يفترشُ شفاهَ حضارتِنا يخشى الضّعفاءَ وتخشى سطوتُه الضّعفاءْ في هذا السّيركِ اللّيليِّ وهذا اللّيلِ نخافُ علينا نخشانا فنكرّرُ تصنيعَ الأبناءْ نستنسخُ فوق سريرِ الجنسِ شبيهًا لا يشبهُ أيًّا منَّا في الفجرِ نعلِّبُهُ بالجبنِ
نقولبُهُ بقَوالبِ أنصافِ الرّأيِ وأنصافِ القولِ وأنصافِ النّبضِ وذاكرةٍ يسَّاقطُ منها ما يلقاهْ فالعالمُ قلبٌ قد يسكنهُ الحبُّ وقد يسكنُهُ الحقدُ وقد يسكنُهُ الموتُ على شكلِ حياةْ في زمنِ الفوضى والحبْ نفقدُنا جدًّا نفقدُ معنانا والمعنى يفقدُ معناه...
" مظهر عاصف" أحمد علي عودة.
- شاعر أردني مِن أصول فلسطينية.
- من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980
- أعمال مطبوعة:
فلسفات جنازة (شعر)
هناك (شعر)
السّادسة صباحًا (شعر)
ما لم يقله أحمد عود