سأمسكُ يديكِ وأستشعرُ الدّفءَ قليلًا
باردةٌ عروقُ يَدي
لا لونَ لحُمرَةِ ما أتكوّنُ منهْ
إنِّي منفاي
قد أبدو أبعدَ ممّا أتصوّرُ في قربي منّي
وأكونُ الأقربَ رغمَ الهجرةِ عنّي
وندورُ معًا
ونُجَنُّ معًا
ونعاتبُ خشبَ المسرحِ إنْ تعِبَت أقدامُ اللَّهفةِ فينا
ونعاتبُ ضَوءَ الشّارعِ إنْ شاهدَ قبلةَ عاشقةٍ لجبينٍ
عاشقْ
ها نحنُ ندورُ ونأتلفُ
نأتلفُ أمامَ خضوعِ الرّقصةِ للرّيحْ
أمامَ خطيئتِنا الأولى
فالرّيحُ وحدَها مَن تحملُ القصائدْ
والرّقصةُ ال تجيءُ دونَ موعدٍ تجيءُ في موعدِها
فاللّجوءُ يا حبيبي للرّقصِ حالةُ انفصامٍ
وحالةُ انقسامٍ
ووصفةٌ للنّومِ والشّرودِ في الدّروبِ الحالمةْ
الدّورانُ في الدّاخلِ
والدّورانُ حولَ الدّاخلِ
والرّقصةُ الجامدةُ جنونٌ لذيذْ
وحينها فقطْ
أو حينَ لا أكونُني لأنّك معي فقطْ
سألتقطُ اللّمحةَ مِن نظرةٍ جانبيّةْ
قدْ تسقطُ النَّظَراتُ
قدْ تتدحرجُ على يدي
قدْ تنزلقُ الكلماتُ على صدري
قدْ أشكِّلُ قصيدةً على شكلِ طائرْ
قدْ يحدثُ أيُّ شيءٍ إن خرجنا مرّةً منَّا
إنْ غادرنا ذواتِنا مِن دونِ أن نسافرْ
وحينَ لا أكونُني لأنّكِ معي فقطْ
سأمسكُهما كقيثارةٍ دوزنَ إيقاعَها المستحيلْ
سأترُكُ النّبرةَ الصّوفيةَ تمارسُ بعضَ الطّقوسِ أمامَ
المُحالْ
وحينَ ندورُ
وحينَ تدورُ
وسمعي يلاحقُ ما سوفَ يأكلُه مِن مفرداتٍ
وما سوفَ يشربُه مِن نَوتَةِ البُحّةِ الدّافئةْ
سأحتارُ أينَ أضعتُ صوتي
وأينَ وضعتُ قبيلَ لقائِكِ كفّي
وأينَ ذهبتُ بعيدًا ولا زلتُ واقفًا في جنباتِ المكانْ
لديكِ أنا لا محالةْ
لديكِ الكثيرُ مِنَ السّحرِ تحتَ الجدائلْ
لديكِ الكثيرُ مِنَ الموجِ تحتَ العيونِ الصّغيرةْ
لديك الكثيرُ مِنَ القصيدةْ
قوامُها
خصرُها
ضَحَكاتُها الرّقيقةُ المثيرةْ
وماذا لديّ؟
وماذا لديَّ سوى الحُلمِ بتشكيلِ قصيدةٍ على شكلِ
طائرْ؟
أثورُ بانتظاري
أو علّني كرهتُ الانتظارَ في محافلِ المسافةْ
فدرسُك الموسيقيُّ يبدأُ بعدَ قليلْ
صوتُكُ المُنجِبُ للنّغمِ سيلدُ ذاتَه بعدَ قليلْ
حَنجَرتي قدْ تنفجرُ بالنّداء عليكِ بعد قليلْ
لا أريدُ النّظرَ مِنْ بعيدْ
لا أريدُ التّلصّصَ على جسدٍ يستحمُّ بضَوءِ القمرْ
المَقعدُ الأوّلُ في مسرحِ عينيكِ بانتظاري
والمَقعدُ الأخيرْ
وحينَها فقطْ
لن أهتفَ مُصفّقًا
لن أقفَ مندهشًا كلّما باغتِّنِي بدورانِك الدّاخلي
سأحتملُ الصّدمةَ إن قفزتِ بليونةٍ للأمامْ
وأعدُك ألّا أتكوّرَ على نفسي
وأغمضَ عينيَّ خشيةَ سقوطِكْ
قدْ أحملكِ فقطْ
قدْ أحلّقُ مثلَكِ في مكاني
قدْ أعانقُكِ فقطْ
قد أرحلُ معكِ حينَما تسرينَ وحيدةً إليكِ
لن تُكسري كوردةٍ فوقَ غصنِ روحي في الغضبْ
مثلُك لا يُكسرْ
الدّمعةُ والقبلةُ والحَيرةُ أشياءٌ لا تُكسرْ
الصّدفةُ والضِّحكةُ والرّقةُ لا تُكسرْ
الوردةُ إن غضبَتْ قدْ تتناثرُ ثمَّ تعودُ بثورتِها
كيلا تُكسرْ
فامزُجِي دمَك الحزينَ بدمِ القصيدةْ
ثوري على الحزنِ بعطرِكْ
على الضّجيجِ المُلوَّثِ بالقهرِ بصوتِكْ
فلديكِ الكثيرُ مِنَ القصيدةْ
نقاؤُها
حدّتُها
دمعاتُها البريئةُ الخطيرةْ
إنّها السَّادسةُ ولا زالتْ عيناكِ تفترشانِ اللّيلْ
ولا زالَ الحزنُ يجلّلُ تلكَ الجوهرتينْ
ولا زلتُ أشكّلُ مِن ملامحِكِ قصيدةً طائرةً
تصلُحُ للغوصِ
وللسّيرِ على الصّحراءِ
وتصلُحُ حينما ندورُ أن تدورَ يا حبيبتيأن تدور...
101
قصيدة