السّادسةُ صباحًا كوني ليَ الأنثى الأهمْ كوني انصهارَ الأُخرياتِ بواحدةْ كوني ليَ الرّقمَ الأخيرَ فكلُّ أنثى قد تكونُ الخاتمةْ شرقيّةُ الفِكرِ الّتي أحيا بها تعوي كذئبٍ فوقَ تلّ من إناثْ شرقيّتي الصّحراءُ في زمنِ الجفافْ كوني ليَ الأنثى الّتي تأتي على طَرَفِ الأصابعِ مرّتينْ تأتي كصيفٍ ماطرٍ في موسمينْ تـأتي لتبعثَ _في قبيلةِ آكلي لحمِ القتيلةِ حينما تأتي_ الحضارةْ إنّني في الكهفِ آلاتي وأقلامي وأوراقي وأبواقي الحجارةْ إنّني ما قبلُ عصرِ النّهدِ ما قبلُ انتقالِ الشّعرِ للنّيرانِ من إثْر الشّرارةْ فلتكوني كالحقيقةِ في اصطناعاتِ العبارةْ سأبدو غريبًا... نعم سوفَ أبدو وأبدو وحيدًا... نعم سوفَ أبدو فهل تجلسينْ؟ فهل تجلسينَ قليلًا أمامي؟ سأكتبُ سطرًا من الماءِ لا تشربُهُ الأزمنةْ سأرسمُ فوق الرّمال السّنابكَ والأحصنةْ
ذريني أخفّفُ عنكِ الجدائلْ وأمسحُ سرّا دموعَ الرّسائلْ فإنّي بسيطٌ إذا ما جلستِ وأحلامُ عمري كيومي بسيطةْ وأفكارُ شعري كليلي عتيقةْ لقد قالَ إبليسُ لي ساخرًا: ملاكي الملاكْ فما كنتُ ممّن يفكّرُ يومًا بخلفِ الثّيابْ ولم أرتوِ كي يكونَ العطشْ أنا في الحيادِ وفي المنتصفْ فهل تجلسينْ؟ أنا كنتُ في صومعاتِ العربْ أراهنُ أن يستبيحَ الجمالَ دهاءُ العربْ
وها أنتِ مِثلُ النّخيل الوحيدِ على ضفّتينِ خلَت مِن نخيلْ وها أنتِ تائهةٌ كالغيومِ الّتي في السّماءِ أرادت سبيلْ لذا قد بدوتِ المساءَ الوحيدَ بهذا المساءْ ففي هذه الأرضِ... أرضِ العروبةِ ضاعَ الرّجالُ وضاعَت نساءْ فهل تجلسينَ؟ ككلّ القصائدِ حينَ المخاضْ؟ ضعي قدمًا فوق أخرى وذوبي على لوحةٍ من سرابْ غفَت هذه الأرضُ عنّا ونحن نمارسُ نشرَ السّحابِ وطيَّ السّحابْ ونحنُ نحاولُ سحبَ المقاعدِ والطّاولةْ وتضييقَ هذا الفراغِ القريبِ من النّافذةْ فهل تجلسينَ على مقعدٍ قربَ هذي القصيدةْ؟ فإنّي صنعتُ لأجلِ اللّقاءِ القصيرِ من الحرفِ _سيّدتي_ طاولةْ وصمّمت من لهفتي مَقعَدين فهل تجلسينَ أمامي قليلًا؟ لوقتٍ طويلٍ... قصيرٍ لبعض الثّواني... أمامي ولو لحظتينْ.
" مظهر عاصف" أحمد علي عودة.
- شاعر أردني مِن أصول فلسطينية.
- من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980
- أعمال مطبوعة:
فلسفات جنازة (شعر)
هناك (شعر)
السّادسة صباحًا (شعر)
ما لم يقله أحمد عود