السّادسةُ صباحًا...
طارقْ
أسْمَتْنِي عائلتي طارقْ
وقبيلتُنا تُدعى طارقْ
والشّارعُ يَحملُ لافتةً لتَدلَّ على آل الطّارقْ
فلماذا أدهشَكِ اسمي؟
وتنقّلَ وجهُك مِن وجهي
مِن جسدي
مِنهُ إلى قَدَمِي
وأمَلتِ يدَيكِ مُشكّكةً
طارقْ؟!
وعلى أوراقِكَ موجودٌ هذا الطارقْ؟!
كلّا سيّدتي
فالإسمُ حميميُّ التّكوينْ
يرتادُ الألسنَ بينَ الحينِ وبينَ الحينْ
فعدا جدّي أو عائلتي
ابنُ الحارةِ
إذْ أسكنُ في قلبِ الحارةِ
يُدعى طارقْ
أستاذُ اللّغةِ العربيّةِ يُدعى طارقْ
بيَّاعُ الخُردةِ حينَ يسومُ بِضَاعتَهُ
ويصيحُ مرارًا أيضًا طارقْ
ومذيعُ قناةِ الشّرقيّةْ
ووزيرُ الصّحةِ والإسكانْ
اسمي مذكورٌ في القرآنْ
حتّى الأندلسُ ففاتحُها قُدْ سُمّيَ طارقْ
أمّي سيّدتي في العَقدِ السّابعِ
يدعوها جيرانُ الحيِّ بأمِّ الطّارقْ
تَلبَسُ أثوابًا رملاويّةْ
وتوضِّبُ شاشتَها البيضاءَ كأرغفةٍ تصنَعُها فجرًا
وتضيءُ _إذا ابتسمتْ_ أمّي
وأنا مِن خمسةِ أفرادٍ قد رضعُوا منها الحريّةْ
وأبي معجونٌ بالزّيتونِ وبالتّفاحْ
فلاحٌ أبتي مِن فلاحْ
مُذْ هُجِّرَ ما خلعَ الكوفيّةْ
إنْ شرِبَ الشّايَ وأتبَعهُ فنجانَ القهوةِ
أو غادرَ تأخذُ حِيطتَها
وتكيلُ الدّعوةَ فالدّعوةْ
وتزفُّ بنيها بالبسَماتْ
وتشي عيناها إن ضحكِتْ بأناقةِ ورقيِّ العَبرَاتْ
مَن يعرفُ أمّي يعرفُها بالقلبِ الصّادقْ
قلتُ لوالدِكِ في الحفلِ
بأنّي مَن أُدعى طارقْ
أسرفَ بالقولِ
وأحداقي تُسرفُ بالظّنِّ
يمشي
أتبعُهُ وأراني مُبتعِدًا عنّي
قالَ يُعرِّفُني بالقومْ:
هذا ابني تاكي
وهذا جاكي
وابنُ حفيدي يُدعى ساكي
وأنا زاكي
كنتُ اُسمّى يومًا طارقْ
كنت أُنادى أيضًا طارقْ...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة