حوارٌ مع المتنبي .... من عنفوان الشعرِ في زمن التكسّبِ بالحروفِ اليابساتِ على دماءِ الأبجديةِ أخرجُ للمدى جبلاً تناثرت الزهورُ على رماله و من انفلاقِ الأبجديةِ عن طريقٍ يحتوي حرفاً جديداً عندما لمست يراعتي اهتزازَ الموج في أنهارها فتجمعت لتخرَ كل حروفها لي سُجّدا أنا ذلك الحرفُ الذى ما انفكت الأقلامُ ترفلُ في خياله و من التشظى في انحناءاتِ الهوامشِ للقصيدة عندما وقفت تفاعيلُ البحور على طللِ الكلام تُحاورُ الصمتَ الملازم للفناء أنا ذلك الصوت الذى لم تقو كل كتائب الصمت المعبأ في الحلوق على قتاله الخيلُ و الليلُ ما عادا كوقتٍ فيه أسيافٌ و بيداءُ جُدَدٌ تُطاوِلُ كل مُزنٍ يحتوي نبعَ الخيالِ لتستقي من فيضِها سرَ الوصولِ لعبقرِ النورِ المأجج بين إنسيّ و جان وحيٌ يصبُ حروفه دون انبعاث المسِ في جسدِ الكلام المرتوي خمرَ البلاغةِ في طريقٍ أ بجديٍّ في نهايتِه يكونُ الصولجان سُكْرُ الحروفِ أفاقَ آفاق المدى حين ادّعى وحىَ النبوةِ في قصائده العريقة و اجتبى صفةً بها حُكمٌ يطيحُ برأسه فالشعرُ أطلقَ للخيولِ بعقله كل العنان يا سيدى يا من بحثتَ عن الحروفِ بكل قافيةٍ و بيت إني بعصري لا بعصرِكَ قد أتيت أنا ذلك الحرف الذى قد خبأتهُ الأبجديةُ عن عقول الأقدمين فصرتُ في الكلمات نبعاً للبيان أنا ذلك القرويُ في حَضرِ القصيدةِ ليس يحويني مكان