لم يكن ثمة عشقٍ بيننا لكننا كنا أهازيجَ الغرامِ لمُهجتين في لحنِ قيسِ و أغنياتِ أبى فراس و عيون نجماتٍ تغشّى هدبها
سُكْر الحياء فأرضعتْهُ لمى النعاس كنّا تراتيلَ الهوى ما كان عشقُ العاشقين سوى رزاز من سحابِ غرامنا و الأن لم يك بيننا إلا الجوى فترفقي بالباقيات من المشاعرِ حال قولكِ : للغريمِ _ أحِبنَّي و كأن قلبك لا يزال على الخداع معاهدا من بعد ما عرف الطريق و الآن جاء يلومني من هوّة الغدر السحيق لست الذى فارقته من ألف حرف ماضية لست الذي في الجبِّ قد ألقيتِه بقميص زيف لست الذي قد بعته بزخارفٍ لحروف مجدٍ واهية يا ذُلَّ قلبك بعدما كانت عليك القاضية تبكينني بدموعِ فاقدة الحياة بفقدها قلبي و يمسح دمعها كل الرجال لا تقربي مني فرقبك لي محال لا تُطعمي قلبي السرابَ و تُطمعيهِ بشطرةٍ من بحر نبضٍ مُختَلق بحران كنٌا و اجتمعنا لم أعي أن البدايةَ في اجتماعك مُفترق *** قولي _ كما قال المدلّسُ _ : أن لي أختٌ من الجن الملوّنِ يأتني نبضُ القصيدِ بعشقها و أخٌ يجمِلُ منطقي و بنفثه يكسوه تيجانَ العبق *** الأن دمعكِ تائهٌ بيد المنى يسعى كسربِ حمائمٍ عمياء راوده الهديلُ عن الضياءِ توهّما فمضى لصحراء الغواية و انطلق لا كنتِ أنتِ و لا كُنا كما كان الهوى بل كنتِ دربا من دياجيرِ الغسق *** يا من يناقض دمعها كل العهود بما سبق كوني منابع بهجة القمر المطل بوجه إصباح الشفق كوني ملاذا يحتوي عمرا يطارده القلق كوني كأول مرّةٍ باتت بعين القلب روحك زورقا يحمى ابتهالات العيون من الغرق كوني بداية نفحةٍ قدسيّة نزلت على قلبي فرق كوني كأول جملةٍ غجرية _ في الحبِ _ قد نامت على صدرِ الورق كوني _ و لو كذبا _ لقلبٍ واحدٍ لا يشتري بالحبِ موجاتَ الألق كوني كهمسك و اشتياقك للقاء و همهماتك حينما رتلّتُ للحسّادِ خاتمةَ الفلق *** كوني كشعري حينما غادرتِهِ حرف ترنّح ف الصحائفِ و احترق