السّادسةُ صباحًا
الزَّهوُ ينتشِلُ الضّحايا مِن قبورٍ
فوقَ سطحِ الأرضِ تمشي
الزَّهوُ يجلسُ في توابيتِ العرائسِ
كي يغنّي الحاضرونْ
سيباشِرُ الكُورالُ في التَّحضيرِ مِن أجلِ الجنازةْ
كلُّ عزفٍ في تجاويفِ المنايا مِطرِبٌ
لكنَّ عازفَنَا تأخَّرْ
سِر وحيدًا
إنَّ وهجَ الرّاقصاتِ على جراحِكَ لن يدومْ
تهتزُّ كالمَمسوسِ مِن خُطُواتِها
قَدْ فارقتْكَ
لأجلِ مَنْ؟
مِنْ أجلِ مَنْ؟
الحفلُ مَنْ سيدسُّ أفعى الذّكرياتِ بخافقِكْ
والحفلُ مَن سيريكَ واديكَ السّحيقَ بداخلِكْ
ويجيبُ عنكَ إذا سُئلتَ
وإنْ سألتَ
فمَن أحبَّتْ منتهاكَ وأوَّلَكْ
تلكَ الّتي نزَعتكَ مِنكَ
ولم تُعِدكَ إليكَ يومًا ثمَّ بِتَّ تحوُّلَكْ
بأنيقِ زينَتِها سترقصُ للحُضورْ
كلُّ النّوافذِ خاشعاتٌ فيكَ
ترجُوها السَّتائرُ أنْ تجوبَ الشّمسَ
والغاباتِ
بالعصفِ الّذي فيها وآلافِ الكُسورْ
والمُوحشاتُ نعوشُ مَن يرضى بِها
وخُطَاكَ ثابِتةُ الخُطى
في وحلِ ماضِيكَ الأسيفِ على قُشورْ
طاحونةً بمكانِها لا زلتَ أنتَ
ولم تزلْ
طاحونةً بهباءِ ماضيها تَدورْ.