و في دوّامتي أغفو لعل الحُلمَ يُدركُني بأطيافٍ تُباغتُني بمَقدِمِها فتنبعثُ ابتساماتي *** صريرُ البابِ يعلنُ عن زيارتهم أبٌ قد ضاع من عينيهِ ضوؤهما أسىً من فقد فلذتهِ و لا جاء البشيرُ إليه بالإبصارِ من ثوبي و أمٌ هدّها الإعياءُ لا زالت خُطاها بين أحلامي و نبضِ نشيجِ ذاكرتي لكي تحظى بتصريحٍ لرؤيةِ وجهي المصبوغ بالآلام سبعَ سنين تروحُ ... تجيئُ و الحسراتُ تتبعُها و ما بالأفقِ من أمل ٍ يُطمئنُها و إلفٌ رغم ما تحوي مآقيها من الأحزان تكفكفُ عمرها قسرا و ترضعُ طفلنا عزما تخاطبهُ مخاطبتي و تعلمُ أنه يوماً سيفقهُ ما تَعلّمَه و نصب عيونها قولاً تردده صباح مساء " أبوكَ يصارعُ الأيامَ كي نحيا فكن كأبيك كي تحيا " تهدهدهُ فتَسقطُ دمعةُ الحرمانِ في يدهِ *** أقبّلُ طفلي المخبوء في اللاوعي و أوصيه بجدّيهِ و والدةٍ تعيشُ العمرَ من ذكري سويعات ٍ قضيناها فيضحكُ لي أسجّلُ حيرةَ الأيامِ من ضحكي على جدرانِ آلامي فترهبُني و تعزفُ فوق أنسجتي نشيداً لا تُجيدُ سواه .............. *** صياحُ الديكِ يعلنُ عن قدوم الفجرِ مُمتطياً جوادَ النورِ للدنيا فتنهضُ كلُ سوسنةٍ بها رمقٌ من الإيمانِ أن الشمسَ لا تُقهر و تنشرُ عطرها الذهبيّ في الآفاقِ و الأزهارِ كي تُثمر و صوتُ الديكِ مذ جاءوا إليّ و جاء بي قَدَري لقبرٍ يحضنُ الأحياء لا أدري أيعلنُ عن قدومِ النورِ أم عن قادمٍ غيري؟ *** يمرُّ اليومَ تلو اليوم تلو الشهر تلو العام و الآذان يقتلها دبيبُ الصمت و نصبَ العينِ في الجدران صورةُ طفلي الآتي من الأيام أراهُ الأن .... أراهُ تجاوزَ العشرين و ارتسمت ملامحُهُ طبيباً أو محامياً قضيتُهُ مداواتي أراه بحزمِ والدهِ و طيبةِ قلبِ جدّتهِ و شاربِ جدّهُ الممشوقِ كالأغصانِ تسكنُها صقورَ الفجر و صدقِ يقينِ آمالٍ لعودتنا لدارٍ شابَ مَفرِقُ عمرها الأخضر أراه يحققُ الأحلامَ أجمعها أراه يلينُ في يدهِ جميعُ الصخر أراه يسيرُ و الأشياء تتبعهُ أراه يقولُ و الأيام تسمعهُ أراه يجيئ في كفيهِ نورَ الشمس أراه يزيحُ آلامي يردُّ النورَ في عينيّْ و يرسمُ لي طريق الغد و يعبرُ شاطئ الأحزان أراه عدالةً هبطت بميزان ٍ سينصفُني أراه يحاكمُ الأيامَ عن فقدي و يسجن غربةَ الأحلامِ في صدري يقبّلُ جبهتي فرحًا قُبيلَ الموت