الديوان » مظهر عاصف » دقيقةٌ لا تكفي

السّادسةُ صباحًا
دقيقةٌ لا تَكفينِي
أحتاجُ دقيقتينِ فقطْ
الطَّبيبُ لِخِيَاطةِ الجُرحِ يحتاجُ دقيقتينْ
القصيدةُ لترتديْ ثيابَها دقيقتينْ
السَّفينةُ لكي تتحرَّكْ
القطارُ لكي يتحطَّمْ
الورقةُ لكي تتمزَّقْ
الصّرخةُ لتَفقِدَ صداها... دقيقتينْ
أحتاجُ دقيقتينِ فقطْ
أعلّلُ بها أسبابَ الرَّحيلْ
أفتِّشُ عَن مَخرجٍ للبقاءْ
أتذكَّرُ بها اللّقاءَ الأوّلْ
الجولةَ الأولى
الخُدعةَ الّتي قادتْنا لنَحرِ السَّاعاتِ المُتأخِّرةْ
لكي أُمسِكَ يديكِ سهوًا
وأحتَكَّ بقدميكِ سهوًا
وأتسلّلَ لمَقعدِكِ الضَّيقِ فاغرًا دهشتي
كي أدلُقَ عليكِ كوبَ الماءِ صدفةً
كي أغارَ مِنَ الجالسِ في مَقعدٍ بعيدٍ دونما اكتراثْ
كي أختَلِقَ حادثةً
وأُزوِّرَ حادثةً
وأفتعلَ نقاشًا عنْ أزمةِ الكواكبِ في مداراتِها
لعلَّ هناكَ أزمةً لا نَعرِفُها
نِقاشًا عنْ معادلاتِ الخَفقَةِ والجَفوةْ
هل حدَّثتُكِ أنَّ حساباتِ العشقِ لا تحتاجُ لآلةٍ حاسبةْ؟
أنَّ حجمَ اختلافنِا لا يحتاجُ لمُبرمِجٍ عصبيّ؟
هل أخبرتُكِ مسبقًا
أنَّ الورمَ الخبيثَ في الفِكرِ لا يحتاجُ لمِشرَطِ الطَّبيبْ؟
ولا للعلاجاتِ الكيماويَّةْ؟
كثيرةٌ هي الأشياءُ الّتي تحتاجُ للدَّقائقِ فقطْ
للماضي فقطْ
للابتسامةِ والجنونِ فقطْ
لأنْ نعودَ إلينا
كما نحنُ فقطْ
أحتاجُ دقيقتينِ عابرتينِ
كي أكونَ صادقًا لمرَّةٍ واحدةٍ
أفرِّغَ فيها أكاذيبي السَّابقةْ
دقيقتينِ مِنَ الصَّمتِ
والكبرياءْ
مِنَ الدَّمعةِ ال بينَ صادقةٍ
وبينَ كاذبةٍ
وبينَ شعورٍ جديدْ
تخيَّلِي أنْ تُنجبَ الدّقيقتانِ عُمرًا
طريقًا تحُفُّهُ البداياتُ فقطْ
هواءً جديدًا
تخيَّلِي أنْ تُنجبَ رسالةً نَبعثُها لأوطانِ الحروبِ
حَمامةً تَحُطُّ على فُوَّهاتِ البنادقْ
سنابلَ تطلُعُ فوق البيوت الحزينة
تخيَّلِي أنْ تُنجِبَ بحرًا عميقًا
يضُخُّ مياهًا جديدةْ
ضفافًا جديدةْ
غدًا... للطّفولةْ
فهذي الحياةُ دقيقةُ موتٍ
وأُخرى ولادةْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة