حين يصير الشعر مصفرّا كأوراق الشجر
وباهتا كليلةِ الغريب في مرافئ السفر
ويصبح اللقاء محكوما بشتى الأمنياتْ
فاتلُ على الحبّ السلام.
حين يصير الليل في مدينتي الصغيرة
مطاردا كشاعرٍ مهووس
تؤُزُّه الذكرى فيستبيح اللغة الأثيرة
قصيدةً مختلّة الأوزان والقوافي
مرميًةً على ضفاف الروحْ
كقطّة برّيّةْ.
فاقرأ على الشعر السلام.
حين يصير الشعر يا عصفورتي البهيَّة
محاصرا بالوهم والجنون
محطما على الموانئ المنفيّة
يصير للحياة معنى آخرُ.
يمتزج الدمعُ بالابتسامْ.
حين يصير الحبُّ محكوما بقانون المرورْ.
وسادرا في غيِّه.
كوردة جفَّ شذاها وذوت،
في دفتري الحزين.
وتصبح التحيَّة.
تحجزها بوابة العبورْ.
ستهرب النجوم من أفلاكها،
وتبسطُ الظلامْ.
وحين بعد الهجر تحضرينْ.
على مشيب العمر تحضرين.
على بقايا الروح تحضرينْ.
من خفقة الوجدان تنسلينْ.
وفي غياهب العروق تسكنين.
محمومةً بالخوف، بالضياع، بارتباكات السنينْ.
سيصبح الشِّعرُ بلا لونٍ ولا طعمٍ ولا حنينْ.
ويصبح الحضورُ كذبةً
يُثقِلُها الأنينْ.
فهل ستكتفين بالبقاء يا صغيرتي.
أم سوف ترحلينْ.
لأكتفي أنا بلوعتي.
وأقرأ السلامْ.
أبو ظبي 10/ 06/ 2020.