أنا ذاك الفتى الأسمرْ. أنا المسكونُ بال "طابون" بالمنقوشةِ المحروقةِ الأطرافِ بالزيتونِ والزعترْ فهل ما زال تذكرني جذوعُ التوتِ كنتُ أهشّها لأبي وألهو في التقاطِ الفجرِ من حبّاتها أزهو وأرشفُ خدّها السُّكّرْ. كأني بعدُ لم أكبرْ. أنا الولدُ الذي ما زال يحبو فوق أدراجكْ تعلّق فيك مثلَ الخيطِ بالطيارة الورقِ وسافر في بلاد الله يبحث عن بقايا النورِ قبل تفاقُم الشَّقَقِ ولكن لم يزل يرنو إلى ذاك الفتى الأسمرْ يحنّ إليه يحمله على النزقِ يراوده عن الأحلام والآمال عن طيّارة الورقِ كأنه بعدُ لم يكبر. أنا الولدُ الذي أهداه موجُ البحر أغنيّة فأبحر في موانيها وأنشدها مع الغرباءِ ملء "الميجنا والأوفْ". وعاد إليكِ يبحثُ عن فتىً أسمرْ يداعبُ قبل أن يغفو نجومَ الليلِ يَجْدِلُها على كتفِ الهوى عقدا من الريحان والحبقِ. كأنه بعدُ لم يكبر. صباح الخير يا عمانُ صباحُ المسك والعنبرْ. صباح الخير يا عصفورتي الأبهى ويا ياْسمينتي الأشهى ويا لحناً على شفة الفتى الأسمرْ. يغنيها صباحَ مساءَ يبحثُ عنك بين الحرفِ والمعنى يقيمُ على حدودِ الشوقِ حيث تركتِه يوما كأنه بعدُ لم يكبر. صباح الخير... شاب العمرُ يا عمّانُ والأحلامُ ما زالت تساورني عن الولد الذي كانا إذا ضاقت به الدنيا يلوذ بشجرةِ التوتِ يحدثها عن الآلام والآمالِ عن ذاك الفتى الأسمرْ. يغازل ذكريات العمرِ بالطيّارةِ الورقِ كأنهُ بعدُ لم يكبرْ.
• مواليد الأردن - عمَّان.
• بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994.
• ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998.
• محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي.
• عضو ر