قال ليْ البحرُ إذا جئتَ فلا تدعُ سوانا وانتظرني لنقيم اليوم فوق الماءْ. حفلَ تأبينٍ على أرواحنا قبل غروب الياسمينْ. علّنا نقرأُ بعضَ الشوقِ مثل الأصدقاءْ. قلتُ يا بحرُ انتظرني لأصوغ الشعر ماءً لقوافي الراحلينْ. أنت يا بحرُ قويٌّ وأنا ما زلتُ سطرا في كتابِ الغرباءْ أيها البحرُ ألم تدرِ بأني آخرُ الباكين أرضي ال مزّقتها الريحُ في لي الشقاءْ. كان لي أرضٌ وكنّا وأبي يُشرقُ الصبحُ على زيتونها صيف شتاءْ لم تزل تبحثُ عنّي في وجوه العائدين وأنا أبحث عنها في أحاديث المساءْ. كيف لي يا بحرُ أن أنسى بأني كان لي أرضٌ بحجم الأمنياتْ ثم صرنا لاجئينْ. قال لي البحرُ انتظرني فانا مثلَك، ما لي غيرُ هذا الماءِ، وحدي حيث لا ينفع وجدٌ وحنينْ. أنت يا بحرُ كبيرٌ وأنا ذاك الفتى المسكونُ شوقا للترابْ لم أزل أنتظر الصبح يزيل البؤس عن وجه السنينْ. أنت لا تعلم كيف الليلُ يمضي في سرير الخائفينْ. كيف تجتاحُ الملاءاتِ سيولٌ من دموع وأنينْ. كيف أصبحنا وفي غمضة عينٍ لاجئينْ أنت يا بحر سعيدٌ لستَ تدري ما يُخبّي الغدُ من خوفٍ وقهرٍ لعيونٍ لم تزل تبحثُ عن ماضٍ تولى وأنا جدُّ حزينْ. أنا يا بحرُ سؤالُ المنهكينْ عن ديارٍ سافر الدحنونُ عنها وتخلّى عن شذاه الياسمينْ. كلُّ ما في الأمر أنّا ذات بؤسٍ شرّق العُمرُ فأصبحنا حروفا في سجل اللاجئينْ.
• مواليد الأردن - عمَّان.
• بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994.
• ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998.
• محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي.
• عضو ر