كيف يا أمّاهُ كفَّ الخفقُ في الصَّدرِ؟
بل كيفَ واراكِ الترابُ
ولجَّةُ القبرِ؟
أهُناكَ بَعدُ مواجِعُ؟
أهُناكَ عينٌ تدمَعُ؟
أم راحةٌ
وسكينةٌ
وسَلامةٌ وتمتُّعُ؟
فارقتِنا في لحظةٍ
في غفلةٍ
وتركتِنا
مِن أمرِنا في حَيرَةٍ
لا يشفَعُ
فيها العَـزاءُ،
فلا الدُّعاءُ ولا الرَّجَاءُ
ولا السَّماءُ ستُرجِعُ
زيتَ السِّراجِ إلى السِّراجِ
ولا الضِّياءَ فيسطُعُ...
أيظلُّ كأسُ الحبِّ يا أمّأهُ
يروي شاربَه؟
أيظلُّ يدفقُ بالحنانِ،
وإن عدِمنا ساكبَه؟
أيظلُّ يسقينا
فيروينا
وأنتِ الغائبة؟
ما أصْعَبهْ!
هذا الوَداعُ المرُّ
أيّْ! ما أصْعبَهْ!
لن أقرُبَهْ،
لن أطلُبـَهْ،
بل جئتُ أطلبُ زادَ حُبٍّ
زادَ قلبٍ
زادَ دَربٍ
مِن حنانِكِ يُشبِعُ
ويوزَّعُ
بين المعزّينَ الذينَ أتَوا إليكِ
ليشهَدوا
ويؤكّدوا
أن الرَّحيلَ عنِ الحياةِ بدايةٌ
بل مَولدٌ لخلودِ ذِكرى
في القلوبِ
ومَرتَعُ...
من مواليد حيفا 1939 ،كتب الشعر والخاطرة والقصة القصيرة والمقالة وكلمات الأغاني.
له ترجمات في الشعر والمقالات وأدب الأطفال.
أصدر مجموعته الأولى "بدء الحصاد" عام 1986، وأعيد طبعها عام 2003 ...