الديوان » فريد مرازقة الجزائري » سفر التساؤلات

عدد الابيات : 29

طباعة

سَافَرْتُ أحْمِلُ خَيْبَةَ الإنسَانِ

وَسَألْتُ عَنْ وَقْتِي بوقتٍ ثانِ

فأجابَنِي التَّاريخُ أنْ هِي سَقْطَةٌ

لمنِ استَبَاحُوا عِفَّةَ الأوْطَانِ

قالَ : استَمِرَّ وَسَلْ (خَرَاطَةَ) قدْ تُجَبْ

وَ(سْطِيفَ) ثُمَّ (مْسِيلَةَ) الشُّجعَانِ

سَلْ (سُوقَ أهراسِ) الفُحُولِ عَنِ الأسَى

واسأَلْ (بِجَايَةَ) عنْ فِعَالِ الجَانِي

سَلْ أهلَ (قَالِمَةِ) الرِّجِالِ عَنِ الخنَا

وَخؤونِ وعدٍ كَاملِ النُّقْصَانِ

سلْ شهرَ مَايُو عنْ مجازِرِهِ التِي

زَرَعَتْ بُذُورَ الحُزْنِ وَالخُذْلَانِ

هِيَ أرْبَعُونَ وَخمسَةٌ بِالألفِ لَا

تهْلَعْ وَأكمِلْ سَفْرَةَ الأزْمَانِ

قَدْ لَا تَرَى الحُزْنَ الذِي أحيَا بهِ

لكِنَّنِي أحيَا على الأحزانِ

وَعدٌ أتَى وَالوَعْدُ حينَ خُرُوجِهِ

آمَالُهُ خَطَّتْ بُنُودَ بَيَانِ

مَا كانَ للأحْبَابِ إلَّا فرحَةٌ

بعدَ انتِصارٍ كاملِ الأركَانِ

مِنْ بعدِ هَوْلِ الحَرْبِ كانَ لقاؤنَا

بتضاهرٍ فِي ساحَةِ المَيدَانِ

وَشِعَارُنَا (الحَرْبُ انتَهَتْ فلتُكْرِمِي

وَعدًا قطَعتِ بذَلِكَ الإعلانِ)

عَهدُ الخَؤُونِ معَ الوُعُودِ خِيَانَةٌ

أيَفِي بوَعْدٍ خادِمُ الشَّيْطَانِ؟

فِي حينِ كانَ الشعْبُ يَأملُ فرحَةً

فتحَتْ فرنسَا صفحَةَ الأشجانِ

قَمَعَتْ فلَمَّا خَيْبَةٌ حَلَّتْ بِهَا

هَبَّتْ لِتَشْرَبَ مِنْ دِمَا الشُّبَّانِ

(بوُزِيدُ) تَشْهَدُ للئيمةِ رُوحُهُ

أَنْ لَا أَمَانَ لَهَا وَ لَوْ بأمَانِ

خَمسُونَ ألفًا قيلَ مِنْ شُهدائِنَا

أوْ ربمَا سبعُونَ بالنِّسيَانِ

مِنْ مكْرِهَا هِيَ لَمْ تعُدَّ بِجُرْمِهَا

كَمْ دَفَّنَتْ مِنْ وردَةٍ بجِنَانِ

لَكِنَّهَا تدْرِي وَيدرِي كاتِبُ

التَّارِيخِ أنْ لا فخرَ للخَوَّانِ

فالغَدْرُ مِنْ شِيَمِ الخَسِيسِ وَطبعُهُ

صُنعُ انتِصَارَاتٍ مِنَ الأكْفَانِ

سَفَرِي انتهَى فوجَدْتُنِي مُتقَلِّبًا

بينَ انشِطارٍ وَانشِطَارٍ ثانِ

جيلٌ شَهَادَتُهُ لجِيلٍ قادِمٍ

يرجُو مفَازَتَهُ مِنَ الخُسْرَانِ

مَا عادَ يعرِفُ للمسيرَةِ وجهَةً

باعَ الشُّمُوخَ بأبخَسِ الأثمَانِ

هَلْ يَا تُرَى يوْمًا نرَاهُ بهِمَّةٍ

يمشِي بدَرْبٍ كانَ للفرسَانِ؟

يَا جِيلُ لَا تنسَ الرِّجالَ فإنَّهُ

لوْلَا الرَّجال لعشتَ فِي نُكْرَانِ

لَا تنسَ مَنْ بذَلُوا النُّفُوسَ رخيصَةً

قبلَ النَّفيسِ بقُوةِ الإيمَانِ

سَجِّلْ بِفَخْرٍ أنَّ شعبَكَ يوْمَهَا

لَمْ يرضَ عَيْشَ مذَلَّةٍ بهَوَانِ

شهِدَتْ دَمَاءُ الطَّاهِرينَ علَى التِّي

نكثَتْ عُهُودَ الشُّكرِ والعِرْفانِ

هِيَ هكذَا (فَافَا) تُخِلُّ بوعْدِهَا

لَا تأمنَنَّ تبَسُّمَ الغِرْبَانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فريد مرازقة الجزائري

فريد مرازقة الجزائري

63

قصيدة

الشاعر فريد مرازقة الجزائري شاعر عمود بالعربية الفصحى.

المزيد عن فريد مرازقة الجزائري

أضف شرح او معلومة