الديوان » صالح أبوناجي » حتى عَذَّبَك

عدد الابيات : 19

طباعة

يا أيْسرَ الأوقاتِ بلِّغ أصعبَك 

ما كانَ حُبَّاً ذاكَ حتى عَذَّبَك 

أخبِرْ عيوناً شَفَّها طولُ النَّوى 

يرضيكِ مَن مِن دون قصدٍ أغضبك 

وإليكِ يسعى غيرَ أنَّ فُؤادَهُ 

من فَرْطِ إشفاقٍ عليكِ تَجنَّبك 

لما تكلَّمَ قلبُهُ في مَهدهِ

أوحى لآخر حُبِّهِ أن يصلِبَك  

ومُخلَّفٍ زَحَفَت يداك لكفِّهِ

يومَ التقى الجمعانِ في العينِ اشتَبك 

أقصاكِ من مَرمى هواهُ وما درى

أنَّ التخلّي عن وِصالكِ قرَّبك 

إنّ الذي قسَمَ الجَمالَ مَنازلاً 

جعلَ النساءَ نَوافلاً.. واسْتَوجبَك 

وأقامَ في أطراف شَعركِ ثورةً 

عزَلَتْ أميرات الجمالِ.. ونَصَّبَك 

ولَئِنْ حُسبتِ على هواهُ خطيئةً

لَأَحبَّ فيكِ السيئاتِ وأَذْنبَك 

يبدو شديداً إذ يكابِرُ قلبَهُ

فإذا نظرتِ بلهفةٍ فيه ارتَبَك 

ويَوَدُّ ما كانت عيونكِ سَكْرةً 

تَمْحوكِ كأسٌ خانَها كي يكتُبك 

ويَوَدُّ لو كانت عيونكِ غربةً 

يُنفى إليها خاسراً كي يَكسبك

حَمَلتْ قصائدهُ نُثارَةَ حُلمِهِ 

عشرينَ عاماً في الهوى كي تُنجبَك 

وعلى حدود العمرِ أُوقِفَ عندما

أخفاكِ عن عين الجنود وهرَّبك 

فإذا أضاعتْكِ الجهاتُ ولم يَعُد 

في وُسع من أحببْتِهِ أن يَصحَبك 

سيُردِّدُ اسمكِ في متاهة روحهِ 

من يشتهي فوضاكِ.. لا من رتِّبك 

رجُلٌ بجُنحِ الليلِ يهجرُ نَومَهُ  

ويَمُدُّ كفّاً للسماءِ ليَطلُبَك 

فتذكّريني في الضلالة والهُدى 

إني اعتنقتُ على ضلالكِ مَذهَبَك 

إذ فيكِ أنهيتُ الجُموعَ فأُفرِدَت 

ومَنعتُ صَرفكِ حين جِئتُ لأُعرِبَك  

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح أبوناجي

صالح أبوناجي

12

قصيدة

شاعر أردني - طبيب

المزيد عن صالح أبوناجي

أضف شرح او معلومة