الديوان » صالح أبوناجي » كفّارةُ رحيلٍ مُبكّر

عدد الابيات : 22

طباعة

جَلَّ المُصابُ فلا تُحاولْ كَتْمَهْ

كم لاحَ حُزنٌ في تَدَرُّجِ بَسمة 

لا حَقَّ في سُلطان قلبكَ يُرتجى

فانهضْ لتخلعَهُ وتُسقِطَ حُكمَه 

وأَرِحْهُ من عِبءِ الهوى فَلَعلَّهُ

إن لم يَجِئْ برِضاهُ جاءكَ رَغمَه 

مَن حَدَّدت أبعادَهُ عربيةٌ

وَزَنتْهُ من نثرٍ وعادت نظمَه 

وعلى السُّكون بَنَتْهُ حين تزامَنا 

إذ ظَنَّها توكيدَه لا جزمَه

ولأجلِ نِصفٍ حينَ حاولَ مَحوَهُ

أغراهُ كُحلُ عيونهِ فَأَتمَّه 

ما زال يُضمِرُ قُبلةً أزَليّةً 

وبها سيُعلنُ حربَهُ أو سِلمَه 

تَسبيهِ عيناها.. ويسبي قلبَها 

ويَوَدُّ نُصرَتها.. وترفُضُ هَزْمَه 

فكأنهُ مُذ أسكنتهُ مَدارَها 

فَلَكٌ يُراوِدُ نجمةً لتَضُمَّه 

ينهارُ فيها ثم يَفقدُ ضَوءَهُ 

ويعودُ يُولَدُ خالصاً في العَتمة 

ما ظلَّ في خَصرِ الحقيقة فُسحةٌ

إلا وتَحمِلُ من خيالٍ بَصمة 

وحضارةُ الأعراب في أبراجهم 

قَبلاً تَنَزَّلَ وَحيُها في خيمة 

فاحملْ لأنقاضِ المدينةِ طِفلَها 

ليَبِرَّها بَكياً ويفطِمَ يُتْمَه 

واتركهُ يقرأْ فاتحاتِ رِفاقِهِ

سَبعاً ويَدفِنَ في رُباها حُلمَه  

واختمْ طفولَتَهُ وشَيِّبْ قَلبَهُ  

ليقودَ للثأر المُعتَّقِ قومَه 

أخبرْهُ أنَّ رصاصةً في نعشهِ

فاقَت قَصائدَهُ الشريدةَ حِكمة 

وبأنَّ من صَلَّتْ عليهِ وشيَّعتْ 

ستكون في يومِ القيامةِ خَصمَه 

ظَلَّتْ تُنادي والبلادُ جَميعَةٌ 

وأَبَتْ نداءً والمَجامعُ قِسمة 

كم كان وَهماً أن يُحبَّكِ جاهِداً

والحربُ جاهدةً تُبدِّدُ وَهمَه 

وأردتِ أن تَحْيَيْ بتوقيت الذي 

ميلادُه ورَداهُ صاغا يَومَه

فَقَدَ اسْمَهُ.. عِنوانَهُ وطَريقَهُ

وحَبا لشيطانِ الغرامِ العِصْمة 

وأَعارَ لاجئةً بـ "سرتٍ" قلبَهُ 

ومضى ليُلقيَ في المهالكِ جِسمَه 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح أبوناجي

صالح أبوناجي

12

قصيدة

شاعر أردني - طبيب

المزيد عن صالح أبوناجي

أضف شرح او معلومة