الديوان » صالح أبوناجي » قُبلةٌ مَوْقوتة

عدد الابيات : 20

طباعة

ما رَدَّ ظَنَّكَ من أراد ثُبوتَه 

فاحذر تَقِيَّاً قد أطالَ قُنوتَه 

واحذر كلاماً كادَ يسبِقُ وقتَه 

فتمرَّدَ المعنى وخان نُعوتَه 

تُنبيكَ عَينٌ ما يُؤرِقُ جَفنَها 

ويُبينُ مَحكِيُّ اللّما مَسكوتَه 

خذها وغامر لاحتدامِ حديثها

حتى يشيِّع صدقُه مبهوته 

وأطِع لها نكرانها وثباتَها 

كم صاغَ حرٌّ في الهوى طاغوتَه 

من كان تَختُ الشرق مَهبِط وحيِهِ

دانت دمشقٌ أن تَحِجَّ بيوتَه 

قد ضَيَّعتهُ شامَةٌ في شامِهِ

وأضاعَ في درب الهوى بيروتَه 

وتدرّجت كالناي يلفظ حزنهُ

فاستشهدت في حشرجات النُّوتة 

وتَوحَّشت غيظاً فمَدَّت طرفَها

لما خَشيتَ جمالَها فجَفَوتَه 

عينان لا تدري أكان هدايةً

وحْياهُما أم رِدّةٌ ممقوتة 

وثنيةٌ لا دينَ يحكمُ ثغرَها 

لَثَمَت فصارت رَبَّةً منحوتة

سَكِرت لَماهُ على خُطى أنفاسها 

حتى تولّى ثغرُها حانوتَه 

ولكم تراءى في العيون زوالُه 

لما استباحت عنوةً ملكوتَه 

حَمَلتْ لقيطَ الصوتِ في رَحِم الصدى 

حتى إذا ضَجَّت بهِ ولَدت سُكُوتَه 

ما في شِفاه الريحِ بعد وفاتهِ

إلا تردُّدُ صرخةٍ مكبوتة 

تحكي لكلِّ فتىً يُدانُ بثغرِها 

عن مهدِ ما ولّى غداً تابوتَه 

وَأَدَتْهُ خوفاً من مَغَبَّةِ عَيشِهِ

صَلَبَتْهُ ثمَّ تَعَبَّدَتْ لاهُوتَه

تشتاقُني حربٌ هَجَرتُ غِمارَها 

وحُدودُ خَصرٍ لم أُطِع جَبَروتَه 

جاوزتُ خَطَّ النارِ خلفَ عُيونِها 

 فاغتالَ قلبي قُبلةٌ مَوْقوتة

فتَصَنَّعي قَتلي إلى أن تَقتُلي 

وَضَعِي مُخطَّطَ مَصرَعي لأمُوتَه  

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح أبوناجي

صالح أبوناجي

12

قصيدة

شاعر أردني - طبيب

المزيد عن صالح أبوناجي

أضف شرح او معلومة