السّادسةُ صباحًا
لم يَكُنْ يومَ التقيتـُكِ
حينَما عَلَّلتُ أنَّ لِقاءَنا صُدفةْ
قدْ كانَ صُدفةْ
غيرَ أنِّي كـُلَّما صَدَّقتِني
صَدَّقتُ أنَّ لقاءَنا صُدفةْ
ومضيتُ أعزِّزُ ذاكرةً
قدْ مُنِحتْ مِنْ نِسيانِكِ فرصةْ
وجَررتُ القِصَّةَ بالقصَّةْ
جوَّدتُ الوهمَ
رتَّلتُ الوَهمَ
ونسجتُ خيالًا لا أكثرْ
وأويتُ بنفسي بعدَ شتاتٍ في الدُّنيا
نحوَ الحُريَّةْ
حاولتُ بأنْ أُقنِعَ نفسي
أنَّي مَرئيٌّ في الدُّنيا
مَرصودٌ مِن أحداقِ الغيرْ
أحداقٍ تَملِكُ ألسنةً
تتكلَّمُ لغةً أعرِفُها
ونسيتُ بأنِّي مِن وطَنٍ
يحملُ أوجاعَ البشريَّةْ
أعترفُ بأنِّي قدْ راقبتُكِ أعوامًا
ورميتُ جوازي وخيالي
اسمي
عنواني
كَذِبٌ يا سيّدتي... كَذِبٌ
وكذلكَ أعشقُ آثامي
ما دُمتِ ختامَ الآثامِ
اسمي في الدَّفترِ "منصورٌ"
وأبي "غالبْ"
لكنِّي أمتـَصُّ مرارةَ تلكَ الأنصابْ
أورَثني جَدِّي "حطَّـتَهُ"
أورَثني وطنًا مُغتـَصَبًا
وخِيامًا ملأى بالأوتادْ
منصورٌ اسمي
لكنِّي دومًا مهزومْ
مُنتقِمٌ شَغفي حينَ أَعُدُّ خساراتي
وأَعُدُّ خدوشي... وشروخي
مِن شغفِ عنادي المُتهالكِ
هذا المزعومْ
مِن شَغَفِ الجَسدِ المهمومْ
أُطرَدُ منِّي رغمًا عنِّي
إنْ قفزَ خيالي فوقَ الغيمِ وداعبَ نيزكْ
تـُوصَدُ في وجهي بَسَماتي
تُغلقُ أبوابْ
عُنواني عُنوانُ الألقابْ
عُنواني سِردابٌ في التَّاريخِ
في اللُّغةِ الفصحى
في الشَّرقِ القابعِ في سردابْ
عنواني مُذْ بِعتُ خيامي
مُذْ بِعتُ النُّوقَ وصحرائي
مُذْ بِعتُ لساني يا سيَّدتي
تحتَ سكاكينِ القصَّاب.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة