الشعر في صيغِ الجموع عوالمُ

جمعٌ نكسره وجمعٌ سالمُ

فمؤنثات للنجاح صواعدٌ

ومذكرون إلى النجاح سلالمُ

الفادحات الأخذ دون مقابل

والمادحات يداً وهن شتائمُ

والمانحون وهم يدٌ مغلولةٌ

والقادحون وهم صقيلٌ ناعمُ

الباسطون على موائد وجههم

حباً وفي درج القلوب جرائم

الواصلون حبالنا صبحاً وهم

خلف المساء قوارضٌ وقواضمٌ

في عالم الشعر احتمال مذكرٍ

صيفٍ يؤنثه شتاء غائمُ

ومؤنثٍ حذرِ الربيع أغره

صحو خريفييٌ وأفق قاتمُ

الناقصات من الزوائد عالمٌ

والزائدون من النواقص عالمُ

القادمات وهن طقسٌ ذاهبٌ

والذاهبون وهم صقيعٌ قادمُ

في عالم الشعر احتمالٌ نادرٌ

للسالمات يريكهن الشاتمُ

للسالمين من التوقع والوقوع

يميزهُم سهمُ الكلامِ الكالمُ

يُقصَون عن كل المنصاتِ التي

حَبِلت لينسب للملوكِ الخادمُ

الشعرُ في زعمي لقيطٌ ماجنٌ

أباؤه الموتى وهذا الزاعمُ

ألقوه في لججِ البحورِ وضيعوا

مرساتهُ فهو الغريقُ العائمُ

والعائمون تجمعوا زبداً على

أحلامهم فمتى يفيقُ النائمُ

في الظل أقدام الحليمِ ورأسهُ

وعلى فراشِ الشمس رأسٌ حالمُ

فالعاصرُ الأعناب وهو الغانمُ

والشاربُ الأكواب وهو الغارمُ

والسجنُ يدخرُ النبيَ ومن رأى

الرؤيا سينسى أنت وحدكَ عالمُ

كل الذين تفسروا أغراهم

عامٌ سيفطرُ منه دهرٌ صائمُ

والصائتون سيشتهي أصواتهم

ورقٌ لذيذُ صداه طعمٌ كاتمُ

يا أمة الشعراء هل تيجاننا

إلا غرورٌ زائفٌ ومواسمُ

إلا سطورٌ في الكتاب يزورها

المتحرفون فناقدٌ أو ناقمُ

من أي كفٍ ينفقون الوقت في

الأسماءِ ترتكب السقوطَ دراهمُ

كم أمةٍ هلكت فهل يدرى لهم

إلا قبورٌ رثةٌ وتراجمُ

ومعلقون على سبيلِ نقائهم

ثوباً يبلله سحابٌ نادمُ

حين استعاروا واستعادوا جبةً

للشعرِ خاصمهم عليها الناظمُ

والوافدون توغلوا في الوهمِ

وابتكروا الركام فغربلتة طلاسمُ

الراكدون الذوق شعرٌ أسنٌ

والراكضون على الحبال غنائمُ

ومهرجون طغى على أثوابهم

فرحٌ وفيهم للمصيبةِ لاطمُ

وعلى المنصات استلذوا أكلهم

لشفاههم ومطبلون بهائمُ

ومرتَبون على المسارح بعثروا

أسماءهم ومرتِبون طواقمُ

ومصفقٌ شحنَ الكراسيَ بالضجيج

لقبحهم فهو الغبيُ الفاهمُ

عندي من الوجعِ الكثير لو أنني

سطرته لأقيم منه مآتمُ

واجتاحت الحرب الشعور لدى الجميع

وكل حربٍ للجميع هزائمُ

لا شيء منتصرٌ سوى قلمٍ يسامحُ

غيره وهو البريء الآثمُ

لا شيء في زمنٍ يساوي بين كل

أصابعي تقصي النخيلَ براعمُ

ما زلتُ في حقلِ التفاوتِ إصبعاً

دارت عليها للملوك خواتمُ

إني أسامحكم وأعلم أنكم

حربٌ عليّ وتعلمون مسالمُ

يوحى إلينا حين قال سفيهنا

شططاً: وليُ الظالمين الظالمُ

يا معشرَ الجنِ استعيدوا منكُمُ

ما يستعيد من اللصوصٍِ الحاكمُ