السّادسةُ صباحًا
مَنطِقيًّا أنتِ أبعدُ مِنْ مجرَّةٍ في دربِ التَّبانَةْ
أبعدُ مِنْ نَورسةٍ مُهاجرِةْ
مِنْ سَمكةٍ في ظُلماتِ مُحيطٍ بَعيدْ
مَنطِقيًّا أنتِ في محطَّةٍ تَركْتُها مُنذُ أمدٍ بَعيدْ
في مِنطَقَةٍ هجرْتُها مُنذُ احترفتُ الشِّعرْ
في بُقعةٍ لا تَسمحُ للغُرباء بطرقِ أبوابِها
مَنطِقيًّا أنتِ النَّجمةُ الّتي تسيرُ على السَّجَّادةِ الحَمراءْ
النَّجمةُ الّتي تُلاحِقُها العَدَسَاتْ
يلهثُ الصَّحافيُّونَ لأخذِ تصريحٍ منها
بينما أكتفي أنْ أكونَ مِن بينِ الجمهورْ
لا عجبَ أن تكوني بعُنفوانِ أنوثَتِكِ أضخمَ منِّيْ
بعقوقِ نهديكِ أشرسَ منِّيْ
بغطرَسةِ خصرِكِ ونرجسيَّةِ قوامِكِ أفرسَ منِّيْ
لكنَّ المَنطِقَّ بلا مَنطقيَّةٍ أمامَكِ
بلا قاعدةٍ بحضورِكِ
بلا أبجديَّاتٍ لديكِ
مَنطِقيًّا عليَّ ألَّا أكونَ في زمانِكِ لكنَّنِي موجودْ
وألَّا تكونِي في زماني لكنَّكِ تحتلِّينَ وقتيْ
لذا أنتِ مدهشةٌ
وغريبةٌ
ومُتفرِّدَةٌ في كلِّ شيءْ
مَنطِقيًّا توجَّبَ عليَّ أن أعانِقَكِ وأرحَلْ
لكنَّ جنوني حرَّضَني أن أنامَ على صدرِكْ
أنْ أغفوْ كطفلٍ وجدَ ضالَّتَهُ أخيرًا
هذا ما يُسمَّى بالعشقِ الأوَّلْ
والمحطَّةِ الأخيرةْ
فَتَحْتَ أيِّ بندٍ سأصنِّفُ غيابَكِ؟
وبأيِّ ذريعةٍ سأُقنِعُ الرَّسائلَ أن تسيرَ على سطحِ..
الصُّدفةِ دون أنْ تتبلَّلْ؟
ما هو الحلُّ لأبدوْ بربَريًّا مُتفهِّمًا؟
فأختصرُ بعدَها النّعاسَ بِحُلمٍ
والفكرةَ بابتسامةٍ
وحاجةَ الشّفاهِ بقبلتينِ ماكرتينِ سريعًا
أدعوكِ مرّةً أخرى للحدِّ مِنْ تَطَفُّلي
أدعوكِ لأنْ أستسلِمَ
أطالبُكِ أنْ أيأسَ مِنكِ
لعلَّ الرّفضَ يُنبِتُ زهرةَ القبولِ في وحلِ جَفائِكْ!
في أيِّ قائمةٍ سأدوِّنُ حضورَكِ عندما ترحلينْ؟
السّنابلِ الطَّويلةْ؟!
الورودِ المُنقرِضَةْ؟!
الظِّباءِ النَّاعسةْ؟!
كيفَ أُحدِّدُ مَنْ لا تُشبِهُ إلَّا وجهَهَا؟
ومَنْ تعودُ في القَحطِ بسلَّتينِ ممَّا لذَّ وطابْ؟!
هذا ما يُسمَّى بالبَعثِ مِنَ الرَّمادْ
ما يُسمَّى بالثَّورةِ على التَّقاليدْ
بِرفضِ الطَّريقةِ المُثلى للحياةْ
والاستسلامِ للجنونِ والعبثِ اللّذيذْ
لذا لا تبحثي عن مَنطقيَّةِ هذا الحُب.