أكتبُ للبَحرِ ولا تُعجِبُنِي الأمواجُ... ولا الشَّاطئْ
والبَحرُ بحرُكَ إنَّما مِنْ غَيرِ بَحرْ
بلِّلْ ثِيابَكَ مِنْ سرابِيْ
وانزَعْ ذهَابَكَ مِنْ ذَهابِيْ
لا تقُلْ سرقَ القَراصِنةُ العُتاةُ البَحرْ
مَنْ قالَ ذلكَ؟
مَنْ تجرَّأَ أن يُخادِعَ مَن يُخادِعْ؟
فالبحرُ باعَ الماءَ ثمَّ ابتاعَ كي يحيا... زجاجةَ ماءْ
ولعلَّهُ نسيَ المَضاربَ حينَ فرَّ مِنَ الغُزاةْ
وكانَ البحرُ أُسطورَةْ
وكانَ القومُ مأخوذينَ باللَّوحاتِ والصُّورةْ
ولكنْ كانَ أُسطورةْ
تعيسٌ قَلبُ مَنْ عَشِقَتْ نسيمَ البَحرْ
تعيسٌ مَن غدا يجري وراءَ البَحرْ
تعيسٌ نَظْمُنَا الموزونُ..
والمحبوسُ بينَ الوزنِ والإيقاعِ
مَخفورًا بِقَيدِ البَحرْ
لكنِّي أكتبُ للبحرِ وللخوفِ النّاشِئ
أكتبُ للبحرِ ولا تُعجِبُني الأمواجُ... ولا الشَّاطِئْ
وأجيبُ سؤالاتِ امرأةٍ لا تَعرِفُني بالتَّفصيلْ
وألمُّ حكاياتٍ نُقِلتْ عَن رجلٍ مُختَلْ
أستطردُ بين الجملةِ والجملةِ كي أبدو مُختلفًا
أكذِبُ حينَ أقولُ: الحبُّ وأشياءٌ أخرى
فالحبُّ غرابٌ يَنبُشُ مَقبرةَ الأحياءْ
وغُرابٌ في أقبيَة الرُّوحْ
دجَّنَهُ الشُّعراءُ الكذَّابونْ
قصّوا مِخلَبَهُ كي يقفَ على الشِّريانِ التَّاجي بُعيدَ..
النّظرةِ
أو بعدَ النَّبضةِ كالعُصفورْ
تسألني عنْهُ
وتدوِّنُ عنِّي ما لستُ أقولْ
لا يحتاجُ الموتُ لشَرحٍ أو طَرحٍ جيِّدْ
لا يحتاجُ للونٍ مُختلفٍ هذا الكفنُ البالي
الأرضُ ستأكُلُنا قبلَ نفادِ الكَميَّةْ
وستصنَعُ مِنْ عظمِ الحسناواتِ الزَّهرَ الأحمرْ
الموتُ ولا تسألْنِي عنْهُ
جوابٌ لا يقبَلُ وجهَينْ
نتَعادلُ في النَّفسِ
وفي الشَّهقةِ
والنّظرةِ نحوَ رحيلِ الرُّوحِ لأرضِ الرُّوحْ.
101
قصيدة