الديوان
الرئيسية
القصائد
حسب الموضوع
حسب البحر
حسب القافية
الاقتباسات
موضوعات الاقتباس
جميع الاقتباسات
الشعراء والمؤلفون
شعراء الدول
شعراء العصور
شعراء
شاعرات
جميع الشعراء والمؤلفين
تسجيل الدخول
انضم الينا
الديوان
»
مظهر عاصف
»
الأسطر العرجاء
تمت الاضافة إلى المفضلة
تم الاعجاب بالقصيدة
تم إلغاء الاعجاب بالقصيدة
طباعة
السّادسةُ صباحًا
حاذِرْ أن تبقى عربيًّا في الدُّولِ العربيَّةْ
سيسحَقُكَ في أوَّلِ حوارٍ شبحُ الحشَّاشينْ
سيصلِبُكَ الحلَّاجُ على جِذْعِ الصُّوفيَّةْ
سيكفِّرُكَ الكَفَرَةُ والمُرتزَقةْ
سيحرقُكَ هارونُ الرَّشيدُ بُتهمَةِ التَّخَابُرْ
وتوقِّعُ أوراقًا رغمًا عَنْ أُمِّكَ تُثبِتُ أنّكَ جاسوسٌ..
مِنْ لحظِةِ مولدِكَ المَشؤومَةْ
حاذِرْ أنْ تكونَ عربيًّا في الدُّولِ الغربيَّةْ
سترفُضُكَ المطاراتُ بِتُهمةِ سُمرَتِكَ الصَّحراويَّةْ
ستقِفُ على طوابيرِ الأممِ المُتَّحدةِ..
لتُبدِّلَ أمَّكَ بمُربِّيةٍ مَأجورةْ
مُطرودٌ أنتَ مِن مطاعمِ البيتْزَا
والوجباتِ السَّريعةْ
مَنبوذٌ في قاعاتِ الرِّياضةِ
وحَلباتِ الجَريِ... وصالاتِ العُرِيِّ
والباراتِ الَّتي تتآمرُ معَ الزّبائنِ..
لحَلبِ أبيكَ الهاربِ مِن لكنَتِكَ المعجونةِ بالحنَّاءْ
حرفُ الضَّادِ جريمتُنا الكُبرى
والواقفونَ على الحِيَادِ مُهرِّجونْ
ممثِّلونْ
يحاولونَ إتقانَ العَبثيَّةْ
العَبثيَّةُ أنْ تفعلَ شيئًا أو تُحاولَ..
ألَّا تفعلَ شيئًا حينَ تُحاوِلْ
المحايدونَ يَرونَ وجهَكَ ذاتَهُ الَّذي تَراهُ في المرآةْ
يسمعونَ صوتَك الّذي تختزِنُهُ في الفلاةْ
رأيكَ الرّافضَ لغَسولِ الفَمِ..
ومُعطِّرِ الألفاظِ بكلِّ وضوحْ
مَنهجَكَ الواضحَ دونَ مِكياجاتِ العَصْرِ
وأصباغِ الحَدَاثَةِ الذَّليلةْ
ورغمَ هذا لا أحدٌ مِنْهم يسمعُكَ أو يراكْ
خُذْ ما تملِكُهُ مِنْ جُملٍ ابتكرتَها في مصنعِ عقلِكَ..
وارحلْ
خُذْ صراعَكَ الدَّاخليَّ واركلْهُ مع سلَّةِ المُهملاتِ..
وارحلْ
لن يفتقِدَكَ أحدْ
ولنْ يَذكُرَكَ أحدْ
فأنتَ لا أحدْ
وعندما تعتزلُ ابتسمْ
ابتسمْ لأنَّكَ لم تعُدْ صالحًا لهذا الزَّمنْ
لم تعُدْ تناسبُ قوانينَ هذهِ المدائنِ التَّائِهةْ
شوارعُها أضيقُ مِنْ أوردَتِكْ
أرصفتُها تبتلعُ شقوقَ قدَميكْ
جدرانُها تلعنُ حضورَكْ
شخوصُها ثانويُّونَ في روايةٍ فاشلةٍ تُدعى الحَضارَةْ
المتآمرونَ عليكَ مصّاصو أنهارِ أفريقيا
سارقو بطونِ الجِبالِ
ذابحو سَعفِ النَّخيلِ
زارعو الأفيونِ في أفئدةِ الطُّيورِ..
والمراهقاتِ اليَتامى
المتآمرونَ عليكَ ضحايا البكتيريا والطُّفيليَّاتِ البشريَّةْ
ضحايا أسلاكِ الكَهرباءِ
والأقمارِ الصِّناعيَّةْ
ضحايا الصَّحنِ الفارغِ والمَعِدَاتِ المَنهوبَةْ
فكلُّ زائرٍ دخلَ بيتِكَ سرَقَكْ
وكلُّ مُستجيرٍ أجَرتَهُ طَعَنَكْ
لم تَعُدْ تحتملُ الأكاذيبَ البيضاءْ
والابتساماتِ الصَّفراءْ
فالإنسانيَّةُ عاهرةٌ ضاجَعها الجميعْ
دخلوا مَخدَعَها تِباعًا غيرَ مكترثينَ بالعَدوى
الإنسانيَّةُ هي الملابسُ التَّحتيَّةُ لشقراءٍ ما
وصدريَّةٌ ضَيِّقةٌ لسمراءٍ ما
وسريرٌ ينامُ عليهِ راعي البقرِ مع صرَّافٍ آليّ
يبكي لموتِ القِططِ الجَوعى.. والكلابِ الضَّالةِ
يطلقُ النَّارَ على الأوزَّاتِ المهاجرةِ هربًا مِن ديناميتِ..
ملامحِه الشّقراءْ
يحملُ حقيبتَهُ المليئةَ كلَّ صباحٍ بصفحاتِ النَّعيِ..
وأخبارِ الزَّلازلِ والفيضاناتِ..
ويبادلُها بموعدٍ غراميّ
الثَّقافةُ ما يصدِّرُهُ لنا أحمقٌ مِنْ برامجَ دعائيَّةْ
مِنْ مشاهدِ السَّريرِ والمَطبخْ
من مشاهدِ البطلِ الواحدْ... الرَّمزِ الواحدْ
الثَّقافةُ أن تكون فارغًا إلَّا مِنْ مُصطلحاتِ الشَّتمِ
والعُنصريَّةْ
فارغًا إلَّا مِنْ مَشاهدِ دورِ السِّينِمَا
وآخرِ ما قالَهُ لاعبُ سلَّةٍ مَشهورْ
فالحكمةُ تُؤخَذُ مِنْ أفواهِ لاعباتِ الجُمبازِ
ومدرِّباتِ الدَّلافينِ
واللَّائي ينتمينِ لكلِّ شيءٍ باستثناءِ ذاكرةِ الشُّعوب المنُسحقةْ
بضاعةُ العربيِّ مِنْ مئتَيّ عامٍ كاسدةْ
كُلُّ العروضِ الَّتي يقدِّمُها فاشلةْ
أصحابُ المبادئ كأصحابِ السّوابق فاشلونْ
المحلِّلونَ يُعيدونَ الأكاذيبَ نفسَها
يُعيدونَ تكريرَ الحرفِ في المصنعِ ذاتِهْ
والزَّبائنُ لا يثقونَ بالصِّناعةِ المَحليَّةْ
والتّقاريرِ المَحليَّةْ
والإحصاءاتِ المَحليَّةْ
والدِّراساتِ الَّتي تتحدَّثُ عن نموِّ الانتماءِ الوجوديِّ..
بتزايدٍ ملحوظْ
فاعتزلْ قبلَ أن يقتلوكَ على المسرحْ
قبلَ أن تُصبحَ مُحرِّضًا على الحبّ
مُثبَتًا للجميعِ أنَّكَ تشبِهُ رجلًا في سيبيريا لمْ تلتقِ بِهْ
وأنَّ امرأةً في نيبالِ تُشبِهُ جارتَك المُتوفَّاةْ
وأنَّكَ شاهدتَ على التِّلفازِ عجوزًا يلحَقُ طِفلًا
كانَ إلى حدٍّ مُذهلْ يُشبهُ جدَّكَ لأبيكْ
لكنَّ العالمَ يكرهُنا
يكرَهُ تاريخًا لم يُنقذْ من مئتيّ عامٍ نَملةْ
لم يُرجِعْ ممَّنْ سرقوا هذا التّاريخَ إلى متحفِها لوحَةْ
حاذِرْ أن تبقى عربيًّا
العربُ تنامُ وتصحو هربًا مِنْ شبحِ الأمواتِ
وهربًا من عينِ الأحياءْ
العربُ تُريدُ بأن نذكرَ ما سخَّفَهُ فينا المُحتلْ
وأنْ نحمِلَ تِركَتَهُ فوقَ ظهورِ الكَلماتْ
العربُ تروِّجُ سلخَ الدَّمعِ عنِ الأهدابْ
حاذرْ أن تبقى عربيًّا
فالعربُ تخافُ مِن الألفاظِ المُبتكَرةْ
تخشى أن تنبثقَ مِنَ الأسطرِ أفعالُ الأمرِ
ضميرُ المُتكلِّمِ
وتخافُ بأنْ تَجِدَ في أحَدِ الكتبِ المهجورةِ رأيًّا مُختلفًا
وتخافُ بأنْ تندَفِعَ من الكُتبِ الحُريَّةْ.
نبذة عن القصيدة
نثريه
الصفحة السابقة
مَرْثِية
الصفحة التالية
الا هبي بدفئك في القلوب
المساهمات
معلومات عن مظهر عاصف
مظهر عاصف
متابعة
101
قصيدة
" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود
المزيد عن مظهر عاصف
أضف شرح او معلومة
أضف معلومة او شرح
حفظ
الرئيسية
شعراء العصور
شعراء الدول
البحور الشعرية
موضوعات القصيدة
القوافي الشعرية
الإقتباسات الشعرية
الشعراء والمؤلفون
انضم الينا