الديوان » مظهر عاصف » عام طويل

السّادسةُ صباحًا
إنَّهُ عامُ افتراقِ اللَّوزِ عن أشجارِهِ
عامُ افتراقِ المَزهريَّةِ عن عروقِ الوردِ
والعمرِ البريءْ
إنَّهُ العامُ الَّذي نشتريْ به الحبَّ منَ البقَّالِ بالكيلو
ومِنْ دكاكينِ الحُلى أكفانًا بألوانٍ مختلفةْ
إنَّهُ العامُ الَّذي لا أراكِ جميلةً فيهِ كعادتِكْ
مختلفةً عن الأُخرياتْ
فلا شيءَ يدفعُنِي للتَّغزلِ فيكِ
لا شيءَ يدهِشُ مفرداتي كي تحتويكِ
فهو مَن يُريني في قوامِك القَحطَ واليابسةْ
وسُخفَ ابتساماتِكِ العابسةْ
 
ولكنَّني رغم هذا أحبُّ امتلاكي لكِ
إنَّهُ عامُ تجميدِ الحروفِ..
وتبريدِها في الصَّدورِ حفاظًا على قيمتِها الغِذائيَّةْ
فهنا أممٌ لا تعترفُ بحقِّ السُّنبلةِ بأنْ تُصبِحَ لوزةْ
لا تتجنَّى على أساريرِ الطُّغاةِ للحظةْ
لا تُحبُّ الرّاحلينَ
لا تُحبُّ القادمينَ
لا تُحبُّ الضّاحكينَ
لا تُحبُّ المُتعبينَ من الحياةْ
لا تُحبُّ الحبَّ والعشَّاقَ والأعوادَ والنَّاياتْ
أممٌ لا تفرِّقُ بين التَّجاعيدِ المُخاطَةِ في وجوهِ الكادحينَ..
القاطعينَ الفجرَ نحوَ رغيفِهمْ
وبينَ شدِّ الوجهِ والأردافِ نكايةً بهذا العامْ
 
إنّه عامٌ يشابِهُ ما مضى فينا
ويشبُهُ ما يليهِ
لم أفتقدْ أحدًا لأَحفِرَ خندقي وأنامَ فيهِ
لم أفتقدْ أحدًا فمعظمُ مَن أردتُ لقاءَهُمْ
سكنوا رفوفَ المَكتبةْ
كلُّ الَّذين دعوتُهمْ عرفوا مكاني جيِّدًا
 وتركتُهم في الأمكِنَةْ
لم أفتقدْ أحدًا
ولا عاميْ افتَقَدْ
لكنُّه عامٌ طويلٌ لا يحبِّذهُ أحدْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة