الضيف الثقيل:
يزورنا المنكوب حينا بعد حين
زائر ثقيل و يعودنا في
كل حين عن قريب
بدون سابق الأنذار و لا نذير
ولا وعد او وعيد
لا نحفل به فهو غير مرحبِ
اسحم كسواد الليل
لا تدرك معالمه
مخيف كلما حاولت اعرفه
وجدت نفسي الى الجهل اميلُ
يجثو على صدر الضحية
موهناً كجلمود صخر ثقيل جندل
يطوف بنا في كل موقع فتكاً و ضربا
و يردي كل غصن ذابلُ
ياخذ الفرد اسيرا كالرهينة
بسلاح لا يُرى و لو كان قاتل
كالغمام في تشرين جثى طويلا
غير ممطر ولا هو زائل
النفس تحت وطأة العادي تنوح و تعولُ
منيتها الأفلات من طغيانه و قد شحت عليها الوسائل
لا تكاد تطيق رفع جفن العين
وفي السرير مزَملُ
تتشبث الآلام في كل موضع و حفرت
منها العظام المعاولُ
اذا ما جثا على صدر الفتى
ليس له في اي ملك طائل
يستعصي عليك الرقاد
و في الفؤاد تستبد الهموم البلابل
يكاد ينذر بالرحيل بيد اني
في كل حين أُكابلُ
اختبي في الألام عند قدومه
كي لا يشمت حسود ولا يلوم عاذل
يا مقسم الأرزاق ما انصفت
و ما ضر لو كنت تعدلُ
اعلل النفس بالأمال تناشدني
متى الضيف يرحل
يا لهف نفسي على غدي
وقد انبأت انه من يومي امثلُ
يا ليت شعري كيف النجاة فلا
هو راحلٌ و ليس منه كافل
232
قصيدة