الديوان » حيدر باسم الهلالي » خلت من سليمى الدارُ والقلب لا يَخلُو

عدد الابيات : 60

طباعة

خلت من سليمى الدارُ والقلب لا يَخلُو

وقد كان مرُّ العيش في قربها يحلو 

 

وكنَّا معاً والعمرُ يضحك لاهياً

كما كان للأزهار في حقلها النحلُ

 

تميل كسعف النخل إن هي أقبلت

وإن أدبرت تبقى ويرتحل النخلُ

 

وإن خطرت تمشي بدلٍ ونعمة

وما كلّ أنثى زان مشيتها  الدِلُّ 

 

وقد عرف الأعراب أحورَ لحظها

وقالوا لها يابنتُ لا ينبغي الكحلُ

 

بساتين من ورد ترافق خطوها

فما قبلها حقلٌ وما بعدها حقلُ 

 

وما شاهدت عيني رخاماً ومرمراً

على عاتق كالثلج مامسّه  الصقلُ 

 

تجمع في التكوين حسن بداوةٍ

بعيدٌ عن التأويل ممتنعٌ سهلُ

 

عشقت جمال الروح فيها وّشدّني

إليها مها العينين ليس لها مثلُ 

 

لئن كنتِ ياسلمى سلوتِ فإنِّني

على العهد باقٍ لا أحيد ولا أسلو 

 

وما أنا من يسلو بهجرٍ خليلهُ

اذا ماسلاني بعد هجرانهِ  الخلُّ

 

خُلقتُ حليماً ليس أعذل صحبتي 

وإن كان من حقِّي على صحبتي العذلُ

       

انا السيف في يوم الوقيعة  مُشهَراً

اذا أضمروا يوماً وأخفاهم الختلُ

 

وتُبحرُ في لُجِّ البحار مراكبي

وغيريَ في شَطٍّ يُخيفُهُمُ الضَحلُ

 

أعلُّ من الماء القُراحِ فأرتوي

ويظمأ أقوامٌ فيعييهِمُ النّهلُ

 

وأكرمُ أضيافي فيسترني الندى

ويبخلُ ذو مالٍ فيفضحُهُ البُخلُ 

 

لَعَمْرُكِ ما أحيا المُقَتِّرَ شحُّهُ

ولا جادَ مِضيافٌ فأهلكَهُ البَذلُ 

 

حكيمٌ إذا ما عيلَ صبري مسامحٌ

فلا الحقدُ من طبعي ولا خلقيَ الجهلُ 

 

ويخصبُ عندي من يرود مرابعي

فتحسبني ضيفاً لديهم إذا حَلّوا 

 

أمدُّ لمن أهواه حبلَ مودّتي

ولا أرتضي صَرماً إذا أمكنَ الوَصلُ 

 

وأَظمأ لا يغري السراب تعطّشي

لماءٍ بحبر القيظ يرسمه الرملُ 

 

أنام على جوع وأستسهل الردى

ولا أبتغي قوتاً يمنُّ بهِ نَذلُ 

 

لعمرُكَ إنّ الموتَ جوعاً وفاقةً

لأكرمُ من عيشٍ يصاحبُهُ الذُلُّ 

 

خُلِقتُ زكيّ النفس لا أقبل الخَنا

فَكيفَ أدَسّيها وقد كَرُمَ الأصلُ 

 

لديّ أفانينٌ من القول لم تزل

يردِّدها الشبَّانُ في الحيِّ والكهلُ

 

أفاخر بالفعلِ الكريم عواذلاً

إذا ساء فعل الناس أو فاتهم عدلُ 

 

لكلّ مقام في الحياة مقالةٌ

وإن يلتبس أمرٌ فقولي هو الفصلُ

 

مقامٌ رفيع في السماء بناءهُ

وما من مقامٍ فوق رفعتهِ يعلو 

 

لأستسهلَنَّ الدربَ وعراً وسالكاً

إذا سلكوا درباً وأسعدهم سهلُ 

 

يعاندني هذا الزمان محارباً

بسيفٍ من الخيبات في حدّه الخذلُ 

 

وفارقني الأصحاب إلا عصابةٌ

إذا أقبلت جاؤوا وإن أدبرت قلّوا 

 

شبرتُ فجاج الأرض أنشد صلبها

وفي كلّ فجٍّ كاد يهلكني الوحلُ 

 

كأنَّ جمام الماء جفًّت عيونهُ

ولم يبقَ لي إلا الصّبابةُ والمهلُ 

 

أيا دهر ما أنصفت حين أذقتني

مرارة حرمانٍ يشيب لها الطفلُ

 

سُليمى بِسَهمِ الهاجراتِ قتلتني

فهل طبعُ مَنْ يهوى التصرُّم والقَتلُ

 

سقى الغيث أيّاماً بسالف عهدنا

وما انفكَّ  مُنهلّاً على روضها الطَلُّ 

 

ألا ليت هاتيكَ المغاني أواهلٌ

بِمَنْ رحلوا عنها فيجتمع الأهلُ

 

وليت الديارَ المقفراتِ تضمّنا

ومن بعد هجرانٍ يُلمُّ لنا شملُ 

 

ألا ليتني أرقى جَناحَي سَحابةٍ

فتحملَني شَرقاً وكم شاقني الحَمْلُ 

 

وليت الصَّبا تحنو عليَّ بِنَسمةٍ

بها ريحُ مَنْ أهوى وشَطَّ بِهِمْ نَزلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر باسم الهلالي

حيدر باسم الهلالي

6

قصيدة

شاعر عراقي أسكن في كربلاء المقدسة عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ابلغ من العمر 23سنة لدي مجموعتين شعرية الاولى بعنوان عيناكِ اقدس حانتينِ طبعت عام 2022 والاخرى بعنوان لن تطفئيني طبعت ع

المزيد عن حيدر باسم الهلالي

أضف شرح او معلومة