الديوان » حسن جلنبو » أول الخمسين

إلى الخمسينَ يحمِلني السرابُ

ويعرُجُ بي على القلق السحابُ

 

فلا ركبٌ أَخُبُّ إليه رحلي

ولا عِيرٌ لديّ ولا رِكابُ

 

كأنّي والرحيلَ على لقاءٍ

تعاهدْنا فأدمَنَنا الغيابُ

 

ألِفْنا بعضنا حتى اعترتْنا

شجونٌ لا يترجمُها كتاب

 

وقفتُ وبين آمالي وبيني

مفاوزُ دونها سورٌ وبابُ

 

وأحلامٌ تهاوت مثلَ طودٍ

وآلامٌ لها في الروحِ نابُ

 

 

تذكرتُ السنينَ فضاق صدري

وساورني شجونٌ واكتئابُ

 

على عمرٍ مضى إلا قليلاً

وأهلٍ ضمَّهُمْ لحدٌ فغابوا

 

وأورثَني الحنينُ لهم هموماً

يراوحُ موجتي منها عُبابُ

 

فتقذفني إلى شطآنِ نزفي

وحيداً يستلذُّ بيَ العذابُ

 

إلى الخمسينَ تُسرِعُ بِي الأماني

ويحدو عِيسَ "هودجها" ارتقابُ

 

على أملٍ إذا ضاقت سهوبٌ

ستَفتَحُ لي ذراعيْها هضابُ

 

فأرضُ الله واسعةٌ ولولا

مخافةُ أن يوافيَني الكتابُ

 

غريباً لابتدرتُ إلى ديارٍ

يَعِزُّ بها المقام ويُستطابُ

 

ولكن لي بلادٌ كلُّ همّي

بأن لا تستحلّ بها الذئابُ

 

وتبقى سِفر نظمي وابتهالي

وقافيَتي إذا عزّ الخطابُ

 

مضت خمسون في خيرٍ وجُودٍ

عميمٍ ليس يدركه حسابُ

 

وقد بسطَ الإله عليّ فضلاً

فلا يُجزيه شكرٌ أو ثوابُ

 

على أن أرتجي فيما تبقّى

مزيداً ليس يمنعه حِجابُ

 

وعفواً ليس تحجُبُه ذنوبٌ

وليس يطالني يوماً عقابُ

 

ويغفرُ زلّتي أنّي غريبٌ

وفي كفَّيّ من دمعي خِضابُ

 

على العُمْر الذي قد راح مني

بعيدَ الدار يُنهكني الغيابُ

 

فإني والليالي علّمتْني

وأدمتْني بحدَّيْها الحِرابُ

 

رأيت المرءَ تصرَعُه ثلاثٌ

حنينٌ واشتياقٌ واغترابُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة