أكلّما ازداد فيك العمْرُ زِدتَ جوىً
أما سئمتَ شجونَ السُّهدِ والسَّهَرِ
كأنما أنتَ محمولٌ على قلِقٍ
يسابق الريح يَبغي صهوةَ القمر
وفيك صحوةُ آمالٍ معطلةٌ
ما زلتَ تنفث فيها جِذوةَ الشّرَرِ
مسافرٌ بين ماضٍ فيكَ منغرسٍ
وحاضرٍ خائفٍ من زحمة الصوَرِ
تُعيد رسم استعاراتٍ وأخيلةٍ
تَقُدُّ أحرفَكَ الشوهاءَ من دُبُرِ
فكم تبيتُ على ذكرى مؤرِّقةٍ
وتستفيق بشوقٍ فيك مستترِ
تَخشى تَقلُّبَ دهْرٍ لستَ تأمَنُهُ
فكم رمى صافيَ الأيام بالكدَرِ
وكم رمى من ديارٍ عزّ ساكنُها
أحالها صفصفاً قاعاً بلا أثَرِ
كانت وكانوا فحال البينُ دونهمُ
لم يُبقِ في الحيِّ من حيٍّ ولم يذَرِ
إلا بقايا خيالاتٍ تزورُك في
ليلِ النوى لتُداري وَحشة السّفَرِ
فخَلِّ عنك همومَ العُمْرِ وانجُ بما
قد ظلّ في أمنياتِ العيش من وطَرِ
184
قصيدة