أهاجك شوقٌ؟، أم سلتكَ المنازلُ؟
وأعياك دمعٌ أم تغشاك هاملُ؟!
وشاقك من دنياك أنّك لم تزل
على العهدِ، والأصحابُ لاهٍ وغافلُ
وأن رياح البين، تبّتْ شمالها،
رمتكَ بأعذارٍ وأنت تحاولُ
فأردتك مكسور الجناح، مكبّلًا
بماضٍ تولّى لم يعد فيه قابلُ
تراوغ ألا يستبد بك النّوى
وألّا يُرى للبؤس فيك دلائلُ
ترفرفُ ملء الكون، مثل فراشةٍ
وتكتمُ حُزنًا في حناياك ماثلُ
ويكفيك أنّ الله خصّك بالندى
وغشّاك فيضٌ من عطاياه هاطلُ
فأمسيتَ مجبورًا، كأنّك لم تكن
ظمئتَ بيومٍ، أو أصابك نازلُ
وأغناك عن قومٍ عزيزٍ عليهمُ
بقاؤك عِيرًا أنكرته القوافلُ
فللّه ما أعطى، ولله ما قضى
وللّه ما تدري، وما أنت جاهلُ
فسلِّم له، واحمَدْهُ، واذكره خاليًا
فـ "كلّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ"
أبوظبي 22 / 2 / 2023.
184
قصيدة