الديوان » حسن جلنبو » حكاية الوقت

إذا أفقتِ قبل طلعة النهار

واخترتِ فستانَا جديداً مثلَ كلّ يومْ

يليقُ بالصباح

ورحتِ تنظرين خلف البابْ

بحثا عن الجريدة

فلتخلعي من يدِك الخواتمَ

والعقد والأساورا

ولتفتحي للشمس في سمائكِ

الستائرا

ولترتدي نظّارة القراءة

وتجلسي فوق الأريكة الوحيدة

لتقرئي مع قهوة الصباحْ

قصيدتي الجديدة

 

*******

 

هلّا نظرتِ لحظةً لساعة الجدار…

السادسةْ…

إلا ثلاثين اشتياقا

ما يزال عقرب الساعات واقفا علىْ

منتصف النهار

يخاتل التوقيت كي يعود للوراء ساعتين

يصيح بالدقائق البلهاء وهي تستحث خطوها

صوب المساء

يقول للنجوم هل رجعتِ

من رحلتك البعيدة.

فتستحي…

وتغلق الباب وراءها

وتحضن الجريدة.

 

********

 

إذا رأيتِني وما عرفتِني

لا تعتبي عليّ

لا تنكري الوشم على يديّ

لا تنكري البريق في عينيّ

لا تنكري شكلي فإنني أنا

ذاتُ الفتى الشقيّ

أنت التي تبدلتْ

اختلفتْ دروبها

تغيرت حاراتها

تمدّنَت كلّ المزاريب على سطوحها

أنت التي لم تتركي للودّ فسحةً

ولم تخبّئي قصائدي التي

نشرتها في الصحف اليومية

لم تحفظي صوتي الذي رسمتُه على الجدار

اسمي الذي كتبته على النهار

عمري الذي خبّأتُهُ في آخر الزقاق

ودفتري الذي كتبت فيهْ…

لمِسحةِ الكُحل التي تغفو على عينيك كلّ ليلةٍ…

قصيدة.

 

********

 

باردةٌ كلّ البلادِ

باردة

كلّ الموانئ التي تغفو على يديّ

باردة

كلّ المساءات التي أرّقها الأنين

باردة

وقاعةُ المطار

والمسافرون

والحقائب التي تُخفي بقايا

الشوقِ باردة

والليل باردٌ كئيب

والأمنياتُ الغارقات في غَيابة السكون

باردة.

والذكريات

لم تعُدْ تقدرُ أن

تفسِّرَ الألوان والأشكال

وتكتمَ الدمع الذي يسيل كلّ ليلةٍ

على تخومِ العُمر باحثا عن ابتسامة

مطاردة

وشمعةٍ تضيء عتم ليلهِ

المتخمِ بالظلام

لعلّه يكتبُ للصباحْ

قصيدةً جديدة.

 

أبوظبي 1 / 9 / 2022.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة