سيسألكِ الصبحُ عني

فقولي استساغ الغياب

وآثر أن يسقيَ الغيمَ من دمعه

ليظلّ بعيدا

 

سيسألك الليلُ عني

فقولي لأنجمه أن تُعيدَ إلى صيفهِ

الأمسياتِ

وتُلقي عليها عباءتها لتدثّر

همس السهارى

وتحيي الهوى

طارفاً وتليدا

 

سيسألك الصحبُ عني

فقولي

أضرّ به المارقون

وعاثوا فسادا بوجدانه فتولّى إلى الظلّ

يبحث عن جذوةٍ من حنينٍ

لئلا يظل وحيدا

 

سيسألك الشِّعرُ عني

فقولي استبدت به الاستعاراتُ

لم يستطع أن يخبّئني في ثنايا الحروف

وضاقت على شوقه الكلماتُ

فأخبرَ سربَ الحساسين أني حبيبته

ثم أسدل شَعري على كتف البوح

عذبا قصيدا

 

سيسألك البحرُ عني

فقولي استعار شراعا وراح

يفتش عن نورسٍ خطف الموجُ لهفته ذات بُعدٍ

فظلَّ يراودُ عنها المراكبَ

يبحث في أوجه العائدين

ويسأل عنها المدى

والحدودا

 

سيسألك الماءُ عني

فقولي أفاق على غرقٍ

فرأى الماء في فمه

كاد يمنعه أن يشير إلى الواقفين

على شاطئ العمر

وانتظر الموج أن يتقيّأه

في سكونٍ

ليلقاه فوق الرمال

شريدا

 

سيسألك الياسمينُ عن العطر

قولي بأنّك زهرةُ صيفٍ

تضوّعُ في زحمة الأمسيات

فتملأ هذا الفضاءَ

رحيقا

وتبعث في الكون

عطرا جديدا

 

سأسأل عنك فلا تخبريني

بأنك ما زلتِ ترتشفين القصائد كل صباحٍ

وتسترجعين حروفي التي كنتُ أسكبها ملء عينيكِ

كأساً معتقةً ونشيدا

 

ولا تسأليني عن الأمنيات

فما زلتُ أسألُ عنك الصباح

وأنتظر الشمس حتى تطلّي

ليُشرقَ من وجنتيك النهارُ

وتصحو الديارُ على مقلتيكِ

فأُسلمكِ العُمرَ فيما تبقى

وأطوي جِراحَ الغياب

ال تنزُّ قذىً وصديدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة