الديوان » حيدر باسم الهلالي » تطاولَ ليلي حين أرخى وأسدلا

عدد الابيات : 60

طباعة

تطاولَ ليلي حين أرخى وأسدلا

وطيف التي أهوى تبدّى وأقبلا 

 

فأشعل نار الوجد بين جوانحي

وخلت فؤادي بالحنين قدِ اصطلى 

 

أعدُّ  طويلَ الليل والصبحُ دونهُ

لأحملَ أشواقي مَتاعاً وأرحلا 

 

إلى مَربعٍ أقوى بُعَيْدَ رحيلها

ورسمٍ تعفّى بعد أن كان موئلا

 

وقفتُ به من بعد سبعة أشهرٍ

تَراءت كَدَهرٍ أو بدت لي أطولا 

 

حبستُ بمؤق العَينِ دَمعي تَجَلُّداً

ولكنّهُ من فرطِ حُزنيَ أسبلا 

 

وأقسى إجاباتِ المَعالمِ صَمْتُها

إذا جِئتَها كيما تحيّي وتَسألا 

 

تَوالَتْ عليها السافياتُ فأصبحَتْ

كسطرٍ مضى رَدحٌ عليه وأهملِا 

 

أُسائِلُها يا دارُ هل خبرٌ لمَنْ

تَجشّمَ أعباءَ السُّرى وتَرحّلا 

 

وأدري بأنّي لن أَطالَ جَوابَها

وهل يسمعُ الرسمُ الذي طاله البلى؟ 

 

ولكنّني صَبٌّ يُنادي أَحبّةً

بترحالهم عنها سَلَوهُ وما سَلا 

 

وما رحلتي إلا لألقى خَريدةً

سبتني بِقَدٍّ مائِسّ زانَهٌ الحَلا 

 

كأنّي قدِ استُفتيت من عهد آدمٍ

أَليسَتْ فتاةَ الحُلْمِ ؟قلتُ لهمْ بلى 

 

تعلّقتها والعمرُ في ميعةِ الصّبا

وقلبِيَ من عشقِ الأوانسِ قد خَلا 

 

ولستُ الذي يهوى سوى علويِّةً

وهذا الذي أرضى وما دونه فلا 

 

بِنَفسيَ طَرفٌ فاترُ اللحظ احورٌ

وتحسبُ أنّ الكحلَ منهُ تَكحّلا

 

فما كانَ إلّا أن قلتني وأظعنت

كأنّيَ لم أطرق حماها لأنهلا 

 

ولولا مواثيقُ المودةِ بينَنا

لأعلنتُ ما قد كانَ منّا على المَلا 

 

فدع عنك مايبقيك كونك عاشقاً

ولا تمض في فجِّ الدروب تذلُّلا

 

وزر بلدةَ ( اطويريج ) إن كنتَ راحلاً

إلى ذلك الصحن الشريف بكربلا

 

ترى ليلَهُ من فيضِ نورِ قبابِهِ

نهاراً كأنَّ الشمسَ تأبى تَحَوُّلا 

 

هنيئاً لأرضٍ كُرِّمَتْ بِإمامِها

ومَنْ حَجَّها يوماً سعى وتَبَتّلا 

 

هنالك يسلي الهمَّ عنك عشيرةٌ

وتلقى على الترحاب أهلاً ومنزلا

 

سراةٌ هِلاليّونَ عَزّوا نباهةً

وأرسَوا على الأيامِ مجداً مُؤَثّلا 

 

تَخالُهُمُ نَخلَ العراقِ  جُذورُهُ

بتربتهِ والغصنُ يسمو إلى العُلا 

 

لَهُمْ سيرةٌ في الناسِ تُروى فُصولُها

وما مَجلسٌ إلا تَحَدَّثَ أوتلا 

 

قبائل لا تحصى ومنها عشائرٌ

بطونٌ وأفخاذٌ وفرعٌ تأصّلا

 

دريدٌ وزغبيٌّ وزحلانُ مَحتِدٌ

ومنهم فُرَيجيٌّ تسنّمَ واعتلى

 

ملوكٌ وقد عَمَّ الجزيرةَ ملكُهُمْ

فسادوا مَناحيها جَنوباً وشََمأَلا 

 

ورادوا بلادَ الغَربِ من بعدِ مِحنةٍ

ورائدُهُمْ بَحثٌ عنِ الماءِ والكَلا 

 

إذا سالموا عَمَّ الأمانُ جوارَهُمْ

وآنسَهُمْ وَحشٌ ترعرعَ في الفَلا 

 

وإنْ غَضبوا والحربُ دقَّتْ طبولُها

تَداعَوا على الأعداءِ سَيلاً وجَحفلا 

 

يُعَزُّ بهمْ جارٌ اذا حلَّ بالحِمى

ويُخصِبُ مَحرومٌ إذا هو أَرمَلا 

 

وفاءٌ وإقدامٌ وحزمٌ ونائلٌ

وحلمٌ كسى تللك الصفاتِ وجمّلا

 

وحزمٌ وعزمٌ في اتّساع بصيرةٍ

ورأيٌ إذا ما شاكَ أمرٌ وأشكلا

 

وزادَتْهُمُ الأخلاقُ في الناسِ رِفعةُ

فما عَرفَ الأقوامُ أنقى وأَنبَلا 

 

ذوو أدَبّ فاقوا الأنامً فصاحةً

وحَسبُكَ شعرٌ قد حَباكَ مُهَلهِلا 

 

ويكفيهُمُ فخراً خَؤولةُ أحمدٍ

وأنَّ عَليّاً بالرّضاعةِ أَهْلَلا 

 

ونَشرُهُمُ التّعريبَ والدّينَ حيثما

أناخوا لِإكمالِ المَسيرةِ أَرحُلا 

 

أولئكَ آبائي وأهلي وعُزوتي

فيا سَعدَ مَنْ منهمْ أعَمَ وأَخوَلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر باسم الهلالي

حيدر باسم الهلالي

6

قصيدة

شاعر عراقي أسكن في كربلاء المقدسة عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ابلغ من العمر 23سنة لدي مجموعتين شعرية الاولى بعنوان عيناكِ اقدس حانتينِ طبعت عام 2022 والاخرى بعنوان لن تطفئيني طبعت ع

المزيد عن حيدر باسم الهلالي

أضف شرح او معلومة