عدد الابيات : 39
هنا لا شَيْءَ يَحْمِـلُني على دائي
سوى الحُرّاسْ
هنا إذ ْأصْبَحَتْ كلُّ الأمورِ نصيبَ أعدائي
ذكرتُ أحِبَّـتي في غربتي وغيابِ أسْمائي
أنا أحْبَبْـتُهُمْ حدَّ الجنونِ وما أحَبّوني
ولا سألوا البريدَ متى يعودُ؟
ولا أجابوني
وما ضَيّعْـتُهُم لكنَّ أحبابي أضاعُوني
نَسَوْنِي بعدَما عِشنا معاً أسماءْ
وخانوا بعدَ ذاك المِلْحْ!
فهلْ أنسى؟
ولو أني أخونُ فهلْ سيَشْفى الجُرْحْ؟
أعودُ؟ لمَنْ أعودُ ومَنْ سَيَعْرِفُنِي؟
فوَجْهي بَدّلَتْهُ الريحْ
وقلبي لم تزَلْ فيهِ الفصولُ كثيرةَ الأنواءْ
وحالي حالُ طيرٍ لم يجدْ وطناً
ويبحثُ في وجوهِ الناسِ
عَن وطنٍ ولو مِن ماءْ
ليغسلَ مَن أضاعوني
ومَنْ أحْبَبْـتُهُمْ حَدَّ الفراقِ وما أحَبّوني
سَليني قبلَ أنْ أمْضِي إلى غاري
مع الفقراءِ والأشرارِ والأوباشْ
سليني كيفَ أقضِي ليلتي الخمسينَ في داري
وأسْـتَـلْـقي على ظهري بغيرِ فِراشْ
طيورُ الشوقِ تأخذني إلى داري
فهل ستعودُ يوماً مثـلما كانت ليالينا؟
متى ستعودُ لي؟
اللهُ لو عادتْ
أعودُ لساعةٍ عندي
تُساوي ما يشاءُ اللهُ من عمري
أحِنُّ لكم جميعاً أيُّها الأحبابْ
أنا في السجنِ أحْسُبُ كلَّ أخطائي
متى للأبرياءِ إذنْ تَتَفتَّحُ الأبوابْ؟
متى سيرى العزيزُ السنبلاتِ الصفرَ والبقراتِ
يأكلُ بعضُها بعضاً بهذا الغابْ؟
متى يتذكّرُ الناجي الذي قد كانَ في جنبي؟
متى تتجَمّعُ الأشتاتُ يا رَبِّ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23 9 1996 لندن
52
قصيدة