الديوان » نافع أبوبكر » رحلة المجاز

تَمْضِي بِيَ الْعَيْنُ

نَحْوَ اللَّوْحَةِ الْأَحْرَى

نَحْوَ الثَّبَاتِ

الَّذِي قَدْ حَرَّرَ الْمَسْرَى

 

نَحْوَ الْعُيُونِ

الَّتِي خَطَّتْ يَرَاعَتُهُا

لِطِينِ أَفْرِيقِيَا مِن يَّوْمِهَا

بُشْرَى

 

نَحْوَ النُّجُومِ الّتِي

تَجْرِي عَلَى حُبُكِ الْأَمْجَادِ

أَشْرَبُهَا كَيْ أُبْعِدَ الْمُرَّ

 

أَخِيطُ مَجْدًا

بِشَيْءٍ مِنْ عِمَامَتِهِ

عَلِّي بِذَلِكَ

أُهْدِي عُوْرَتِي سِتْرَا

 

أَشْرَعْتُ

مُنذُ بُزُوغِ الرِّيحِ أَفْئِدَتِي

فَلْتَحْفَظِي آيَةً مِن نَّفْسِهِ

الْكُبْرَى

 

وَاسْتَنشِقِي مِن زُهُورِ الْحَزْمِ

خَلْفَ بَسَاتِينِ الصُّمُودِ..

وَضُمِّي بَعْدَهَا بِشْرَا

 

لِأَنَّهُ مَا انْحَنَى لِلْقَهْرِ

يَقْرَأُ عَن دِينِ التَّنَاضُلِ

فِي أَعْمَاقِهِ سِفْرَا

 

لَمْ يُلْغِ فَلْسَفَةَ الْأَجْدَادِ

حِينَ قَسَتْ عَلَيْهِ

وَعْكَةُ أَيْدِي قَبْضَةِ الْأَسْرَى

 

يُهَشِّمُ التَّعَبَ الْمَصْنُوعَ

فَانْهَمَرَتْ سُلَالَةُ الْعِزِّ

مِنْ أَفْكَارِهِ

نَهْرَا

 

نُورَانِ؛

يُمْسِكُ نُورًا فِي خِزَانَتِهِ

وَحِبْرُهُ عَالِقٌ فِي جِيدِهِ

نُورَا

 

لِأَنَّهُ أَخْضَرُ الْأَحْلَامِ

مَا خَضَعَتْ جِينَاتُهُ

لِعَرَايَا نَذْلَةٍ غِرَّا

 

لِأَنَّهُ مِن دَمِ السَّمْرَاءِ

بَلَّلَهُ رَشَاقَةُ اللَّفْظِ

حَتَّى عَادَ مُخْضَرَّا

 

وَعَادَ يَرْسُمُ فِي التَّارِيخِ

بَسْمَتَهُ

وَيَسْتَرِدُّ لِرُوحِ الْحُرِّ

مَا فَرَّ

 

لِأَنَّهُ الْأَسْوَدُ

الْمُمْتَدُّ فِي أُفُقِ ((اللَّامُنتَهَى))

ظَلَّ يُسْقِي قَارَّتِي قَطْرَا

 

هُوَ الْمُرَصَّعُ فِي جِيدِ السَّلَامِ

فَمُذْ تَعَانَقَا

فَاحَتِ الْأَفْرِيقِيَا

عِطْرَا

 

وَلَمْ يَزَلْ

فِي أَقَاصِي الْبَوْحِ مُعْجِزَةً حُبْلَى

تُنَزَّلُ فِي أَفْوَاهِنَا تَتْرَا

 

يَا أَيُّهَا الطَّائِرُ الْمَبْعُوثُ

أَجْنِحَةً

تَمْتَدُّ حُرِّيَّةً

فِي مَرْفَأِ الذِّكْرَى

 

أَتْرَعْتَ مِحْبَرَةَ السَّمْرَاءِ

أُحْجِيَةً

فَلِابْنِهَا الْآنَ

أَن يَمْتَصَّهَا شِعْرَا

 

وَأَن يَفُضَّ عَنَاقِيدَ الضَّبَابِ

لِكَيْ يُدَبْلِجَ الْفِيلْمَ

مَهْمَا صَوْتُهُ اغْبَرَّ

 

وَأَن يُّجَدِّدَ عَهْدَ الْإِنتِمَاءِ

إِلَى أَفْرِيقِيَا

حِينَ يَتْلُو وَجْهَكُمْ

سَطْرَا

 

وَأَن يُّعَلِّمَ جِيلَ ((الْفَيْسِ))

أَنَّ ذُرَى الْأَمْجَادِ

تَكْمُنُ فِي ذِي اللَّوْحَةِ الْأَحْرَى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نافع أبوبكر

نافع أبوبكر

31

قصيدة

شاعر ومتخصص في الأدب والنقد، له ديوانان: مرايا القلب و في اللاواعي.

المزيد عن نافع أبوبكر

أضف شرح او معلومة