عدد الابيات : 31
حُروبٌ لا يُخالِطُها انْتِكاسُ
ونصْرٌ للنهايةِ يا حَمَاسُ
وطوفانٌ سَيَغْرَقُ فيهِ قومٌ
وقومٌ لا يَجِفُّ لهمْ لِباسُ
وقومٌ للوَسَاطةِ ليسَ إلّا
وقومٌ للمَهَانَةِ هُمْ مَدَاسُ
وقومٌ واقفونَ على حِيادٍ
لَهُمْ رَجْعٌ وصَدْعٌ واحْتِراسُ
ومعذورونَ مِنْ بأسٍ جميعاً
فما كلُّ الرِّجالِ لديهِ باسُ
ولا كلُّ الرِّجالِ بهمْ رجالٌ
ولا كلُّ الرِّجالِ بهم حَماسُ
أتَوْا كالأُسْدِ تَنْهَشُ لَحْمَ ضَبٍّ
فمَنْ ذا ظنَّ أنَّ أولاءِ ناسُ؟
أزالوا فِرْقَةً فيها مِئاتٌ
وهم أَمّا خُماسٌ أو سُداسُ
وهلّا يستوي جيشٌ كثيرٌ
بقومٍ مُؤمِنينَ لهمْ مِرَاسُ
إذا كانَ الوضيعُ لهُ أساسٌ
فإسرائيلُ ليسَ لها أساسُ
تفاقمَ غَيُّهُم في الأرضِ جَهْراً
وعاثُوا في أَقاصيها وجَاسُوا
فكم مِنْ مرَّةٍ مُسِخوا قروداً
فما منهُمْ أَنُوسٌ أو أُناسُ
قفي يا قُدْسُ فالأنباءُ ماسُ
وتَحْصيلُ السَّعادةِ لا يُقاسُ
عقودٌ في صدورِ بنيكِ صمتٌ
وصَمْتُ الصالحينَ له افْتِراسُ
تلاءمَتِ النفوسُ بهم فجاءُوا
على هاماتِ أهلِ الفِسْقِ داسوا
كأنَّ الأرضَ قد مادَتْ بقومٍ
يَسُوسُونَ البلادَ ولا تُساسُ
إذا ما صَرَّحَ الأعداءُ يبدو
بكلِّ صغيرةٍ لهُمُ احتباسُ
كما ارتفعوا بها سبعينَ عاماً
أتى يومٌ لهم فيهِ انْطماسُ
كما قُلِعَتْ غِراسُكِ ذاتَ يومٍ
أتى يومٌ وقد نَجَمَتْ غِراسُ
لِدي يا قُدْسُ فالأبطالُ عاسُوا
وإسرائيلُ صارَ بِها إياسُ
فبعدَ غضاضةٍ داموا عليها
مُنُوا بفضاضةٍ فيها الْتِباسُ
تقاسَمُ خوفَ أمْريكا فرنسا
ولَنْدَنُ والمَجَرَّ وهُمْ خِناسُ
على الإسلامِ كانَ لهمْ طِبَاقٌ
وبعضُ المسلمينَ لهمْ جِناسُ
قفي يا قُدْسُ للدنيا وقولي
لقدْ مُنِعَ التلامُسُ والمَساسُ
فلا ضَرْعٌ سَيُحلَبُ بعدَ حينٍ
ولا كَفٌّ ولا خَدٌّ يُباسُ
ستُورقُ نبْتَةُ الزيتونِ يافا
ويُزهرُ في ثنايا القُدْسِ آسُ؟
وتصطبغُ الملامِحُ مِنْ جديدٍ
بلونِ عُرُوبَةٍ وهي الأساسُ
وتلبسُ ثوبَها الذهَبيَّ يوماً
فلسطينٌ فقد كبُرَ المقاسُ
قفي فالأرضُ مِنْ ذهَبٍ وماءٍ
ولا يُطلى على الذَّهَبِ النُّحاسُ
ولا جبَلٌ لغيرِكِ ظلَّ راسٍ
ولا جَسَدٌ لغيرِكِ فيهِ راسُ
ولو أنَّ الكُؤوسَ لها عقولٌ
سيُهدَى كُلَّ مَنْ بحماسَ كاسُ
52
قصيدة