عدد الابيات : 17
كَتبَتُ الشعرَ لكنّي كأني
بـ (إربدَ) ما كَتبتُ ولم أغنِ
فأكبرُ من قوافِ الشعرِ أنتِ
وأكبرُ من قصيدي والتمنّي
إليكِ الحبُ ما طلعتْ عليكِ
شموسُ الصبحٍ والأشواقُ مني
ويبقى الحبُ في قلبي وتبقي
برغم البُعد ما قد غبتِ عني
فيا أرضَ الجدودِ اختالي تيهاً
وزيدي في عتابكِ والتجني
(لإربدَ) أن تُعاتبَ ما استطابتْ
وألاَّ تنتشيْ طربَاً للحني
وأنْ تَسْقْ الدلالَ علىْ فتاها
وأنْ تأْسى ولو من غيرِ حزنِ
ولو كانَ العتابُ بغيرِ داعٍ
فمنها طابَ في نفسي التجنّي
فهذيْ (إربدُ) الأحلىْ مكاناً
كأن بأرضِها جنّاتُ عدْنِ
كأني يومَ أرحلُ عن ثراها
شعورٌ بالخيانةِ يمتلكني
فبعدَ (الديرِ) ما استحليتُ أرضاً
ولا عنها المدائنُ آنستني
وقد ُصنتُ المودةَ رغمَ بعُدي
ولم أَخُنْ الترابَ ولم يخُنّي
غريبٌ – دونها في كلِ أرضٍ
وقد غادرتُها بالرغم مني
تعاتبنُي الحبيبةُ، ليسَ تدري
بمَنْ سَكَنَ الفؤادَ ومَنْ سَكْنّي
فـ(إربدُ) ليسَ بالأنباءِ تدري
وأنبائي تقولُ استوطنتني،
بلادٌ ليسَ تشبهها بلادٌ
وأرضُ تزدّهي مِن كُلِ حُسنِ
لها العُتبى ولا لومٌ عليها
فـ (إربدُ) قطعةٌ واللهِ مني
48
قصيدة